مقال

الدكروري يكتب عن البشاشة والتهنئة والمصافحة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن البشاشة والتهنئة والمصافحة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

يقول الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أعجبه الطعام أكل، وإن لم يعجبه ترك” متفق عليه، وكما يقول أنس رضي الله تعالى عنه، خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي في شيء فعلته لم فعلته؟ ولا قال لي في شيء لم أفعله لِما لم تفعله” متفق عليه، ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كما عند البخاري وابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما “رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وسمحا إذا اشترى” وكما يدخل في جبر الخواطر البشاشة والتهنئة، والمصافحة والمعانقة، والمشاركة في سرور وفرح، أو في بكاء وترح.

 

فهذه أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، تذكرت في حادثة الإفك، امرأة من الأنصار شاركتها في حزنها بدمعات كان لها أعظم الأثر والمواساة، فقد قالت السيده عائشة رضي الله عنها “وقد بكيت ليلتين ويوما، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، حتى إني لأظن أن البكاء فالق كَبدي، فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت عليّ امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي” وهكذا حال كثير من أساليب جبر الخواطر، يكفي فيها ابتسامة صادقة، أو كلمة حانية، أو اعتذار عن خطأ أو دعاء، وليكن لأهلك من جبر القلوب أوفر الحظ والنصيب، وخاصة الوالدين والزوجة والأبناء والإخوة والأخوات وبقية القرابات، فاجبروا الخواطر.

 

وشاركوا الإخوان في المشاعر، وتذكروا أنها عبادة جليلة يجازي عليها الجبار بأجور عظيمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني؟ قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني؟ قال يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم، استستقيتك فلم تسقني، قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي؟” رواه مسلم.

 

وروى الحاكم وغيره عن زيد بن سعنة وهو من أجلّ اليهود الذين أسلموا أنه قال “لم يبقي من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله؟ ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله، فابتعت منه تمرا إلى أجل فأعطيته الثمن، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ، نم قلت ألا تقضيني يا محمد حقي، فوالله إنكم يا بني عبدالمطلب مطل، فقال عمر أي عدوّ الله، أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع؟

 

فوالله لولا ما أحاذر قسوته لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم، ثم قال ” أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التقاضي، اذهب به يا عمر، فاقضه حقه، وزده عشرين صاعا مكان ما رُعتَه” ففعل، فقلت يا عمر، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما فقد اختبرتهما، أشهدك أني قد رضيت بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى