مقال

الدكروري يكتب عن التحلي بالأخلاق الكريمة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التحلي بالأخلاق الكريمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد حثت الشريعة على التحلي بهذا الخلق العظيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، موضحا ما أمر الله عز وجل به عندما قال ” وكونوا مع الصادقين ” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم” رواه أحمد، ويعني بذلك عن الحرام، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم ” اكفلوا لي ستا أكفل لكم الجنة، إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم ” رواه احمد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا ” صدق الحديث، وحفظ الأمانة وحسن الخلق، وعفة مطعم” رواه أحمد.

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم، مجيبا على سؤال من هو خير الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم؟ ” خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق، قيل ما القلب المخموم؟ قال هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد” رواه البيهقي، فصاحب اللسان الصادق والقلب المخموم، السليم من الإثم والبغي والحسد هو خير الناس، وقد كان أحب الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أصدقه، وورد ذلك في صحيح البخاري “لما جاء وفد هوازن مسلمين فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم لأن أموالهم وسبيهم قد أخذت من قبل المسلمين في المعركة، لكن القوم الكفار أسلموا بعد ذلك، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

“معي من ترون وأحب الحديث إليّ أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين، إما السبي وإما المال إلى آخر الحديث الذي فيه تنازل المسلمين عن السبي لصالح وفد هوازن الذين جاءوا مسلمين “رواه البخاري، وعندما قال الله تعالى فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” هو الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة الذين خلفوا، وهذه الآية الكريمه كانت بعد ذكر قصة الثلاثة الذي خلفت التوبة عليهم، وأرجأ الله أمرهم امتحانا لهم ولبقية المؤمنين، وجاء المنافقون من الأعراب يعتذرون ويكذبون، وهؤلاء الثلاثة صدقوا الله ورسوله فأرجأ الله التوبة عليهم، وسُموا بالمخلفين وكان مما أمر الله به في الآيات التي جاءت تعقيبا على تلك القصة.

 

وقال القرطبي رحمه الله “الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة الذين خلفوا حين نفعهم صدقهم وذهب بهم عن منازل المنافقين” فقال مطرّف “سمعت مالك بن أنس يقول “قل ما كان رجل صادقا لا يكذب إلا مُتع بعقله ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخرف” وهذا من فوائد الصدق، وأما عن وقوله تعالى ” وكونوا مع الصادقين ” فقد اختلف فيهم فقيل خطاب لمن آمن من أهل الكتاب، أي المؤمنين والصادقين وقيل أنه خطاب لمن آمن من أهل الكتاب، وقيل هو خطاب لجميع المؤمنين أن اتقوا الله وكونوا مع الصادقين الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، لا مع المنافقين، وقيل كونوا على مذهب الصادقين وسبيلهم، وقيل أيضا هم الأنبياء.

 

أي كونوا معهم بالأعمال الصالحة فتدخلوا الجنة بسببها فتكونوا معهم أيضا” وقال النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح ” عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور وهما في النار، وسلوا الله اليقين والمعافاة” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى