مقال

الدكروري يكتب عن تشبه الرجال بالنساء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تشبه الرجال بالنساء

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

يقول العالم مايكل هارت في كتابه مائة رجل في التاريخ، إن اختياري محمدا، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة ولكنهم ماتوا دون إتمامها كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمدا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته، ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضا وحّد القبائل في شعب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها ورسم أمور دنياها.

 

ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم، أيضا في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية وأتمها” وفي الحياة الشخصية وحتي يعلما النبي صلي الله عليه وسلم أدق التفاصيل فلقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة، وكان يضعه في خنصر يده اليسرى، وتارة يضعه في يده اليمنى، ونهى عن التختم بالذهب، ونهى أيضا صلى الله عليه وسلم، عن لبس الحرير من الثياب، ونهى صلى الله عليه وسلم عن لبس ثوب الشهرة، الذي يتميز به الإنسان على غيره حتى يشتهر به، فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا” رواه ابن ماجه.

 

وحرم النبي صلى الله عليه وسلم، تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ” لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال” رواه البخاري، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل” رواه أبو داود، وقد ورد في السنة والآثار العديد من الملابس التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، وإن حاصل ما جاء فيها أنه صلى الله عليه وسلم كان يلبس ما يتيسر من اللباس الذي كان معروفا في قومه، فلا يرد موجودا، ولا يتكلف مفقودا، ولا يتميز بلبسة دون الناس، ولا يقتصر على لبسة واحدة.

 

بل يلبس من أنواع القماش كلها إلا الحرير، ومن أنواع الثياب ما كان ساترا جميلا منها، وحقا إنه من نعم الله تعالى التي امتن بها على عباده، وميزهم بها عن سائر المخلوقات، نعمة اللباس، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأعراف” يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا” وقال تعالى كما جاء فى سورة النحل ” وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم” واللباس شأنه شأن غيره من أمور الحياة اليومية التي ينبغي على المسلم أن يلتزم فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان هديه في اللباس أعظم الهدي وأكمله، ولقد حرم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال.

 

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال” لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ” رواه البخاري، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال” لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل” رواه أبو داود، وأن أجمل اللباس وأفضله لباس التقوى، كما قال الله تعالى فى سورة الأعراف ” ولباس التقوى ذلك خير”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى