مقال

الدكروري يكتب عن الصحبة وفقهاء الصحابة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصحبة وفقهاء الصحابة

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

كم من شاب انحرف وسار في درب الجريمة والرذيلة بسبب صحبة السوء وغياب الرقيب من الأهل، وكم من رجل وقع في الحرام بسبب صاحبة ؟ كم صاحب أدمن بسبب صاحبة ؟ وكم من مصلي تَرك الصلاة والمسجد بسبب صاحب السوء، وكم من إنسان لا يدخن دخن بسبب قرناء السوء كم من إنسان لا يشرب الخمر شربها بسبب قرناء السوء، وكم متحجبة رفعت الحجاب وتبرجت وفعلت الفاحشة بسبب قرناء السوء فإن قرين السوء يدعو قرينه إلى معصية الله عز وجل، والطيور على أشكالها تقع، لذلك فاعلموا أن كثيرا من الناس إنما حصل له الضلال وجميع المفاسد بسبب صديقة وقرينه ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” رواه أحمد.

 

فالأصدقاء منهم الخيّر والفاضل الذي ينتفع بصحبته وصداقته، ومشاورته ومنهم الرديء الناقص العقل، والفاسد ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف بني آدم واختلافهم “إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسّهل، والحزن، والخبيث، والطيب، وبين ذلك” رواه أحمد، وأما مصاحبة الأشرار فهي السم الناقع، والبلاء الواقع، فتجدهم يشجعون بعضهم على فعل المعاصي والمنكرات، ويرغبون فيها، ويفتحون لمن خالطهم وجالسهم أبواب الشرور، ويزينون لمجالسيهم أنواع المعاصي، ويحثونهم على أذية الخلق، ويذكرونهم بأمور الفساد، التي لم تَدر في خلدهم.

 

وإن هم أحدهم بتوبة وانزجار عن المعاصي، حسنوا عنده تأجيل ذلك، وطول الأمل، وأن ما أنت فيه أهون من غيره، وفي إمكانك التوبة والإنابة إذا كبرت في السن، وما يحصل من مخالطتهم ومعاشرتهم أعظم من هذا بكثير، وقد عدّ الذهبي من فقهاء الصحابة أم المؤمنين السيده عائشة رضي الله عنها، وقال “هى من أكبر فقهاء الصحابة، وكان فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجعون إليها، تفقه بها جماعة” ومن فقهاء الصحابة عبدالله بن مسعود، وهو ممن شهد بدرا وسائر المشاهد، وسكن الكوفة وكان يلي بيت المال بها، ومات بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين من الهجره، وقد أوصى أن يدفن بجنب قبر عثمان بن مظعون، فصلى عليه الزبير بن العوام، ودُفن بالبقيع.

 

وكان له يوم مات بضع وستون سنة، ومن فقهاء الصحابة زيد بن ثابت، وكان أحد فقهاء الصحابة الجلة الفراض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفرض أمتي زيد بن ثابت” وكان أبو بكر الصديق قد أمره بجمع القرآن في الصحف، فكتبه فيها، فلما اختلف الناس في القراءة زمن عثمان واتفق رأيه ورأي الصحابة على أن يردّ القرآن إلى حرف واحد، فوقع اختياره على حرف زيد، فأمره أن يُملي المصحف على قوم من قريش جمعهم إليه، فكتبوه على ما هو عليه اليوم بأيدي الناس، والأخبار بذلك متواترة المعنى، وإن اختلفت ألفاظها، وكانوا يقولون غلب زيد بن ثابت الناس على اثنين القرآن، والفرائض.

 

ومن فقهاء الصحابة، أبو حميد الساعدي، عبدالرحمن بن سعد بن المنذر أبو حميد الساعدي من أكبر فقهاء الصحابة، وقد اختلف في اسمه، فقيل عبدالرحمن بن سعد بن مالك، وقيل عبدالرحمن بن سعد بن عمرو بن سعد، وقيل المنذر بن سعد بن المنذر، وكانت أمه هى السيده أمامة بنت ثعلبة الخزرجية، وقد روى عنه من الصحابة جابر بن عبدالله، ومن التابعين عروة بن الزبير، والعباس بن سهل بن سعد، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وخارجة بن زيد بن ثابت، وجماعة من تابعي المدينة، وقد توفي سنة ستين للهجرة وروى له الجماعة، وأما عن أهمية فقه الصحابة والتابعين، فقد أثنى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على أصحابه فقال ” خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى