مقال

الدكروري يكتب عن هم فوقنا في كل علم ودين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن هم فوقنا في كل علم ودين

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

إن من عقيدة أهل السنة والجماعة هو التمسك بما عليه صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فهم عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم، من أصحاب الفطرة السليمة وورعهم أشد، وشهدوا أسباب النزول وأدركوا مسائل الشرعية، ويقول الإمام احمد “من أصول أهل السنة والجماعة التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء بهم” ويقول الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه “أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، أفضل هؤلاء لأنهم أبرهم قلوبا، وأعمقهم علما، واقلهم تكلفا، وقد اختارهم الله لصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم” والإمام الشافعي يقول “هم فوقنا في كل علم ودين، ورأيهم خير من رأينا لأنفسنا وفي أنفسنا”

 

ويقول الله تعالي في سورة الفرقان “ويوم يعض الظالم علي يدية يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا” وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات أن عقبة بن أبى معيط دعا النبي صلى الله عليه وسلم لحضور طعام عنده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “لا آكل من طعامك حتى تَنطق بالشهادتين” فنطق بهما، فبلغ ذلك صديقه أميَّة بن خلف، فقال له يا عقبة، بلغني أنك أسلمت، فقال له لا، ولكن قلت ما قلت تطييبا لقلب محمد صلى الله عليه وسلم حتى يأكل من طعامي، فقال له كلامك عليّ حرام حتى تشتمه وتفعل كذا وكذا بمحمد صلى الله عليه وسلم ففعل الشقي ما أمره به صديقه.

 

الذي لا يقل شقاوة عنه فأنزل الله هذه الآيات، فقد حذرنا الله تعالي من مجالسة أهل السوء، ونهانا عن الجلوس في مجالسهم التي تنتهك فيها الحرمات، فقال سبحانه في سورة النساء ” وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا” وأخبرنا الله سبحانه عن حال هؤلاء الجلساء وبراءة بعضهم من بعض في الآخرة، فقال تعالى في سورة الزخرف ” الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين” ومما قيل في معنى هذه الآية ما روي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى” الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين”

 

فقال بأن هناك خليلان مؤمنان، وخليلان كافران توفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة، فذكر خليله فقال اللهم إن خليلي فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك، اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيت عني، فيقال له اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا، ثم يموت الآخر، فيجمع بين أرواحهما، فيقال ليثني كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل، وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار فيذكر خليله فيقول اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك.

 

اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت عليَّ، فيموت الآخر، فيجمع بين أرواحهما، فيقال ليثني كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل” لذلك علينا بالصحبة النقية، الصحبة الخالصة لله تعالى لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أمته فيقول صلى الله عليه وسلم “لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي” رواه أبو داود والترمذي، فاعلموا أن كثيرا من الناس إنما حصل له الضلال وجميع المفاسد بسبب خليله وقرينه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى