مقال

الدكروري يكتب عن حفظ الإيمان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حفظ الإيمان

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

إن أعظم ما نحافظ عليه هو أن نحفظ كياننا ومستقبل أمتنا، وهو هذا الدين الذي أتى به رسول الله صلي الله عليه وسلم، هو حفظ الإيمان، فكل شيء يضيع له عوص إلا هذا الدين، وإن إيماننا سهل بسيط ليس معقدا وهو يدركه الأعرابي في الصحراء، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه قال “قدم ضمام بن ثعلبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متكئ بين أظهرنا فقال أين ابن عبد المطلب؟ قلنا هذا الرجل الأبيض فقال له الرجل يا بن عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد أجبتك، قال إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك، قال سل عما بدا لك؟ فقال من رفع السماء؟ قال الله، قال من نصب الأرض؟ قال الله، قال من نصب الجبال؟ قال الله، قال من بسط الأرض؟

 

قال الله، قال أسألك بمن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أرسلك إلينا رسولا؟ قال اللهم نعم، قال أسألك بمن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال اللهم نعم، قال أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال اللهم نعم، قال آمنت بما جئت به، وأنا رسول الله من ورائي من قومي والله لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، أنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر ثم تولى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لئن صدق ليدخلن الجنة” وإن من المخلوقت هي النحلة وإن النحلة مخلوق عجيب من مخلوقات الله عز وجل وهذه النحلة الصغيرة فيها من الأسرار ما يحير العقول والأفهام، ولقد ألهم الله تعالي هذه النحلة وهداها.

 

وأرشدها إلى أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها وليس للنحلة بيت غير هذه الثلاثة البتة، ثم أذن لها سبحانه وتعالى إذنا قدريا تسخيريا أن تأكل من كل الثمرات، وأن تسلك الطرق التي جعلها الله عز وجل مذللة لها مسهلة عليها حيث شاءت من هذا الفضاء العظيم، والبراري الشاسعة، والأودية والجبال الشاهقة، ثم تخرج من بطونها هذا العسل اللذيذ مختلف الألوان ما بين أبيض وأصفر وأحمر وأسود وأشقر، وغير ذلك من الألوان الحسنة بحسب اختلاف أرضها ومراعيها، فيه شفاء للناس من أمراض عديدة‏،‏ فسبحان من خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، ومن الأسرار العجيبة في عالم النحل أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم شبه المؤمن بالنحلة، فقال صلى الله عليه وسلم.

 

“مثل المؤمن مثل النحلة إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيبا، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره” وإن هذا التشبيه من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنحلة من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، ومن صفات النحلة أنها قليلة الأذى، منفعتها شاملة، وهي قنوعة، وساعية بالليل، وتتنزه عن الأقذار وأكلها طيب، ولا تأكل من أكل غيرها، وهي مطيعة لأميرها وكذلك المؤمن قليل الأذى، منفعته شاملة له ولغيره، يستفيد من المؤمن كل من يعيش حوله حتى البهائم والجمادات، والمؤمن قنوع، وينزه عن الأقذار كالنحلة، ولا يأكل إلا من الحلال الطيب، ويتورع المؤمن مما فيه شبهه، وهو مطيع لأميره بالمعروف، وإن للنحل آفات ينقطع بها العمل مثل الظلمة والريح والدخان، والماء والنار.

 

وكذلك المؤمن له آفات تفقده من عمله كظلمة الغفلة، وريح الفتنة، ودخان الحرام، ونار الهوى وكذلك المؤمن يأخذ من العلم المفيد والمسائل النافعة، بجميع أنواعها، ينوع مصادر العلم، ويتلقى عن أهل العلم الطيبين، فيتفاعل هذا العلم في نفسه، وهذا الإيمان فينتجان العمل الصالح المتنوع الشافي لنفسه الذي يدرك به الدرجات العلى عند ربه، كما أن النحلة يتفاعل في بطونها هذا الرحيق الذي امتصته، فتخرج به عسلا مختلفا ألوانه فيه شفاء للناس وكذلك أعمال المؤمن فيه شفاء له ولغيره، وفيه منافع للناس، النحلة مؤونتها قليلة ونفعها كثير، والمؤمن كذلك مؤونته قليلة، وهو قنوع ليس بثقيل ظل، ونفعه كثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى