تقارير و تحقيقات

محطة زابوريجيا…”كارثة نووية محتملة في أوروبا” 

جريدة الاضواء

محطة زابوريجيا…”كارثة نووية محتملة في أوروبا”

 

تقرير:سماح رضا

يذكر أن محطة زاباروجيا (Zaporizhzhia) الواقعة في جنوب أوكرانيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم، تحتوي على 6 مفاعلات نووية، ووقعت تحت سيطرة القوات الروسية في مارس/آذار 2022.

حيث تقع محطة زاباروجيا للطاقة النووية في مدينة إنيرهودار بجنوب أوكرانيا على بعد نحو 200 كيلومتر من إقليم دونباس.

إنيرهودار تلك البلدة الصغيرة التي تضم المحطة يبلغ عدد سكانها نحو 53 ألف نسمة، وبنيت في العهد السوفيتي لإيواء عمال الطاقة النووية.

 

ماذا تعرف عن المحطة؟

تم بناء محطة الطاقة النووية خلال الفترة بين 1984 و 1995، وتقع جنوب شرق أوكرانيا وتحتضن داخلها 6 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وتاسع أكبر محطة في العالم.

ويبلغ إنتاج المحطة الإجمالي من الكهرباء 5700 ميجاوات، ما يكفي من الطاقة لحوالي أربعة ملايين منزل، ويمثل إنتاجها 1/5 إنتاج الكهرباء في أوكرانيا وما يقرب من نصف الطاقة التي تولدها منشآت الطاقة النووية في البلاد.كارثة

وتعيد هذه الحادثة، التي تعد أول هجوم على محطة نووية في التاريخ حسب وصف الرئيس الأوكراني، إلى الأذهان قضية مفاعل تشيرنوبل التي كانت موقعًا لأسوأ كارثة نووية في العالم في عام 1986، والتي استولت عليها روسيا هذا العام.

 

 

وفى ظل التهديدات.. ما أسوأ سيناريو ممكن حدوثه؟

 

في حالة تلف غلاف المفاعل أو نظام التبريد، فمن شبه المؤكد حدوث تسرب إشعاعي. هناك أيضا خطر حدوث انفجار نووي أو هيدروجيني.

يقول أولها كشرنا، خبير الطاقة النووية الأوكراني المستقل: “إذا أصاب صاروخ أحد المفاعلات فإن التسرب الإشعاعي اللاحق سيكون له عواقب على أوروبا، وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وبالطبع كامل أوكرانيا”.

ويشرح عالم الفيزياء الروسي، أندريه أوزاروفسكي، المتخصص في التخلص الآمن من النفايات النووية، أنه في حال وقوع حادث في محطة الطاقة زابوريجيا، فإن ذلك سيتسبب في إطلاق كميات كبيرة من نظير السيزيوم 137 المشع، وهو منتج ثانوي للانشطار النووي، والمعروف بقدرته على الانتشار لمسافات طويلة عبر الهواء.

ولاسيما, اعتمادا على الطقس واتجاه الرياح وقوتها، يمكن أن تتأثر بانتشاره حتى البلدان البعيدة كثيرا.

 

الحرب الروسية على أوكرانيا 2022

كانت بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، أغلقت شركة “إنرجوتوم” المفاعلين 5 و6 لتقليل المخاطر، وأبقت المفاعلات الأربعة الأخرى قيد التشغيل.

وفي صباح يوم الرابع من مارس 2022، سيطرت القوات الروسية على محطة زاباروجيا بعد قصف عنيف.

وأبلغت السلطات الروسية إدارة المحطة أن المحطة مملوكة الآن لشركة الطاقة النووية الحكومية الروسية, وأنها تواصل العمل وتزويد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالبيانات، ومن ذلك التزويد عبر نظام المراقبة عن بعد.

وفي الخامس من يوليو/ 2022 ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن القوات الروسية أقامت قاعدة عسكرية في المحطة من خلال نشر قاذفة صواريخ متعددة ذاتية الدفع ثقيلة من طراز “سميرتش”.

 

دوافع روسيا لاستخدام السلاح النووي

 

أكد مسؤول روسى في تصريح لقناة LCI الفرنسية، ردا على سؤال عن إمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية، إن “العقيدة العسكرية لبلادنا ليست سرية بهذا الشأن”، وهناك أيضا وثيقة خاصة تسمى “أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي”.

وأوضح أن “هذه الوثيقة تتضمن 4 أسس لاستخدام السلاح النووي، تشمل تعرض روسيا لإطلاق الصواريخ النووية، واستخدام الأسلحة النووية، وضرب البنية التحتية لقيادة الأسلحة النووية أو غيرها من الأعمال التي تمثل خطرا على وجود الدولة الروسية… حتى الآن لم نرصد مثل هذه الأعمال”.

 

 

 

وختاما..ما الذي يمكن للمجتمع الدولي فعله؟

يعتبر استهداف محطات الطاقة النووية محظور بموجب اتفاقية جنيف. فوفقا للبروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، فإن الهجمات على السدود والخنادق ومحطات الطاقة النووية محظورة، إذا كانت الخسائر الناجمة عن تدفق المواد المشعة “جسيمة” الأثر على المدنيين.

في الوقت نفسه، يمكن أن تصبح محطة الطاقة هدفا مشروعا للهجوم إذا تم استخدامها لأغراض عسكرية، وليس لأغراض مدنية.

لكن تنطبق لوائح مماثلة لتلك التي تطبق على استهداف المنشآت النووية، على الأهداف العسكرية الواقعة بالقرب من البنى التحتية الحساسة والحيوية، فمثل تلك الهجمات على أهداف مماثلة لا تعد مقبولة في الأعراف الدولية.

 

وبالإضافة إلى المفاعلات، فإن مرافق تخزين النفايات النووية في منشأة زابوريجيا تشكل خطرا كبيرا أيضا. ويقول خبراء نوويون إنه في حال تعرض تلك المرافق لصاروخ، أو قصفها عمدا أو عرضا، سيكون لذلك عواقب وخيمة.

ومن الجدير بالذكر, على المجتمع الدولى التحرك فورا, فإذا حدث انفجار في المحطة النووية، فستكون نهاية كلّ شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتمّ إخلاء أوروبا. فقط تحرّك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية,و إذا انفجرت، فسيكون حجم الانفجار عشرة أضعاف حجم تشيرنوبل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى