مقال

الدكروري يكتب عن حسن الخلق ومنزلته

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حسن الخلق ومنزلته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إنه لا يزال المرء يعاني الطاعة لله عز وجل حتى يألفها ويحبها، فيقيض الله تعالي له ملائكة تؤزه إليها أزا، وتوقظه من نومه إليها ومن مجلسه إليها، وكلما ازداد العبد قربا من الله عز وجل أذاقه من اللذة والحلاوة مايجد طعمها في يقظته ومنامه وطعامه حتى يتحقق ماوعده الله فيه فقال تعالي “فلنحيينه حياة طيبة” وﻳﻘﻮﻝ اﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ رحمه الله تعالى ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻤﻊ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ “ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ” ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ وإياك ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﻋُﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ بإﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌُﺠب بإﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻀﻼ‌ﻝ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ بإﻫﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻋﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺿﻪ ﻭﺃﺳﻘﺎﻣﻪ، ﻭلبث ﺃﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ.

 

ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﻻ‌ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻬﻠﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻩ ، ﻭﺣُﻖ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀﻳﻦ، أن يستشفي بها ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺮﺽ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷ‌ﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ الكريم، ولقد عُني الإسلام بالأخلاق الكريمه، منذ بزوغ فجره وإشراقة شمسه، فالقرآن الكريم في عهديه المكي والمدني على السواء اعتنى اعتناء كامل بجانب الأخلاق، مما جعلها تتبوأ مكانة رفيعة بين تعاليمه وتشريعاته، حتى إن المتأمل في القرآن الكريم يستطيع وصفه بأنه كتاب خلق عظيم، وأن الأخلاق هى جزء وثيق من الإيمان والاعتقاد، فإتمام الأخلاق وصلاحها هو من أهم مقاصد الشريعة الإسلاميه ومن بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فالمقصود من الأخلاق، هو تقوى الله سبحانه وتعالى، بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وكانت النتيجه بعد ذلك هو أن حسن الخلق منزلته في أعلى الجنة بضمان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتأكيده لذلك، ولقد امتدح الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، على كمال الأخلاق فقال سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه الكريم فى سورة القلم “وإنك لعلى خلق عظيم” وذلك يظهر من خلال معاشرته للناس ومخالطته لهم، ولقد سئلت السيده عائشة رضي الله عنها، كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت كان خلقه القرآن، فلقد كان عاملا بأخلاق القرآن وآدابه، وذلك أن القرآن الكريم أنزل للتدبر والعمل به، فكان أولى الناس وأولهم عملا به وامتثالا لأوامره هو سيدُ الخلق.

 

وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الأخلاق، فعن أبي ذر الغفارى قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن “وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ” رواه أبو داود، وعن عبد الله بن عمرو أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” إن خيارَكم أحاسنُكم أخلاقا ” رواه البخاري، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

 

” إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ” رواه أبو داود، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن، وإن الله ليَبغض الفاحش البذيء ” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء “واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ” رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سَفسافها ” وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من امتثل تلك الأخلاق وعمل بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى