ثقافةدين ودنيا

الدكروري يكتب عن أصحاب البدع والانحراف

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أصحاب البدع والانحراف

بقلم / محمـــد الدكـــروري

قال ابن أبي رواد حضرت رجلا عند الموت فجعل من حوله يلقنونه لا إله إلا الله، فحيل بينه وبينها وثقلت عليه ولم يستطيع أن ينطقها فجعلوا يعيدون عليه ويكررون ويذكرونه بالله تعالي وهو في كرب شديد ولم ينطقها فقد لجم لسانه عنها، فلما ضاق عليه النفس ابن أبي رواد صاح بهم وقال هو كافر بلا إله إلا الله ثم شهق ومات، فقال فلما دفناه سألت أهله عن حاله فإذا هو مدمن للخمر، فنعوذ بالله من سوء الخاتمة، بل نعوذ بالله من أم الخبائث ورأس الفواحش، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال، فقيل يا رسول الله وما طينة الخبال ؟ قال “عصارة أهل النار، إلا أن يتوب قبل موته” فهل رأيتم هذا القطيع الهائل الذي يسير وراء مشايخ أهل الضلال والخرافة.

أو وراء غيرهم من أصحاب البدع والانحراف والضلال، كم يظن أولئك أنهم يحسنون صنعا؟ وكم يظن هؤلاء أن أسيادهم وعلماءهم وأئمتهم يقودونهم إلى الطريق المستقيم الذي لا طريق سواه، إنهم ممن قال الله تعالى فيهم “قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا” لنأخذ مثالا من السيرة يجلي لنا هذه الصورة تجلية واضحة، فحين نقض بنو قريظة العهد في غزوة الأحزاب، سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله سبحانه وتعالى حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم عليهم سعد رضي الله عنه أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم، فكانوا يكشفون عن عوراتهم فمن وجدوه قد أنبت قتلوه، فهل قتل ذاك الشاب.

الذي لايزال في العقد الثاني من عمره ظلما؟ كلا لم يقتل ظلما وقد شهد عليه الصلاة والسلام على هذا الحكم بأنه حكم الله من فوق سبع سماوات، إن هذا الشاب ولد في بيئة تربيه على الكفر والضلال، أبوه يهودي وأمه يهودية، وسائر أقاربه وجيرانه كذلك، ومع ذلك فهو يتحمل المسؤولية عن نفسه، كان عليه أن يبحث عن طريق الهداية والنجاة، وعن طريق الحق والخير، وما كان ربك ليظلم أحدا سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين، فإذا كان هذا الشاب الذي عاش في هذا المجتمع الغارق في الانحراف والغواية، تمارس تجاهه كل وسائل التضليل، وتطمس عليه الحقائق وتصور له بغير صورها، ومع ذلك لم يكن معذورا فغيره من باب أولى، وإن من معالم التربية هو الاهتمام بوقت الشاب وهي مهمة جدا.

فإن العطل الصيفية تذهب كثيرا على أطفالنا وعلى شبابنا بلا برنامج، لا حفظ قرآن، لا تعليم، إنما همهم الأكل والشرب، وفي السكك والشوارع، فتنتهي العطلة الصيفية ولا حفظ جزءا ولا حديثا، أو طالع بابا أو استفاد فائدة أو تأدب أدبا، هذا ليس بصحيح ولا بفائد ولذلك تكثر الإيذاءات من الشباب الفارغين والأطفال المتفلتين، وليس في الإسلام، وكذلك مما يجب الاهتمام به هو السعي لتجنيب الأطفال من القرناء السوء فإنهم يهدمون ما يبنيه الوالدان في سنوات, والمرء على دين خليله, وكل قرين بالمقارن يقتدي, وليس أضر على الطفل من صاحب السوء، حيث حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جليس السوء بقوله “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير,

فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة, ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة” متفق عليه، وقال بن حبان “فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب, لئلا يكون مريبا, فكما صحبة الأخيار تورث الخير, كذلك صحبة الأشرار تورث الشر ” وكذلك فإن بعض الآباء لا يعرف إلا معاني القسوة والغلظة في معاملته مع أبناءه , فإذا دخل بيته قام الجالس واعتدل القاعد واستيقظ النائم وسكت الضاحك وقطب الباسم، ولا يعرف غير السوط أو العصا لغة للتفاهم, فمثل هذا لا يُنتظر من أولاده سوى الجفاء والعقوق، وثانيا هو الحساب الفردي يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى