مقال

الدكروري يكتب عن الخلافات الزوجية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الخلافات الزوجية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الخلافات الزوجية شيء وارد، ولكن هذه الخلافات يجب أن يحاول الزوجان جعلها بينهما فقط دون أن يشعر بها أحد، فإن تَدخل أي طرف من شأنه أن يجعل الصغير كبيرا، فإذا وصلت هذه الخلافات إلى حد كبير، وكان السبب فيها كلا الزوجين معا أو كان السبب فيها الرجل وليس للمرأة ذنب فيها فلابد هنا من حكمين، حكم من أهله وحكم من أهلها على أن يجمع الجميع على نية واحدة وهي نية الإصلاح، فإن توافرت نية الإصلاح وفق الله عز وجل إلى الإصلاح،أما إذا كان النشوز من المرأة فقط ولم يخطئ الرجل في شيء، كأن تكون الزوجة لا تصلي مثلا، فله أن يؤدبها وأن يحملها على الطاعة قهرا ولكن بالتدريج، فيبدأ بالوعظ أولا، فإن لم يفلح الوعظ ولاها ظهره في المضجع، والهجر في المضجع له أصول.

 

فإن بعض الناس حينما يهجر زوجته في المضجع يترك الكلام معها فلا يكلمها، وهذا خطأ، فعليه أن يكلمها فإذا جاء وقت النوم هجرها في المضجع، فإذا استمر ذلك ثلاث ليال دون جدوى فله أن يلجأ إلى الوسيلة الأخيرة للتأديب وهي الضرب، وهذا أيضا له شروط، فنحن حينما نقول الضرب نعني به ضرب الأحبة، الضرب الذي لا يسيل دما ولا يكسر عظما، كأن يضربها بالسواك مثلا، المهم أن تشعر بخطئها، فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” علي ما يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ولعله يضاجعها من آخر يومه” رواه البخاري، ولا يكون الضرب في الوجه حيث قال صلى الله عليه وسلم ” ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت” رواه أبو داود، فعليكي أيتها الزوجة المخلصة الوفية.

 

إعلمي أنه قد اختارك الله عز وجل لتكوني رفيقة درب لرجل، وعلى أساس هذا الاختيار أنت كلفت بمهمة، ألا وهي الوقوف بجانبه، وتحمل مشاق هذا الدرب، ومشاركة لحظاته معه بحلوها ومُرها، ومشاركته تفاصيل حياته كلها بما يرضي الله، وليس بما يثير سخطه سبحانه وتعالي، وسخط الزوج عليك، قبولك الزواج منه كان توقيعا منكي على ميثاق حب أبدي له، ستلتزمين به أمام نفسك، وستحبينه كما لم تحب امرأة من قبل، لكن لا تأخذي بنصيحة من تقول انسيه كما ينسى الرجال الرجال لا ينسون ألا مَن اختارت سلفا طريقا مغايرا لهم، أو سارت معهم الطريق لكنها حولته لجحيم لا يطاق، سيرى طريقك معه كأم تخاف عليه من نفسه، وكرفيقة تسمع همسات بوحه، وحبيبة تشاركه نبضات قلبه.

 

أتظنين رجلا يجد هذا بصدق ويبتعد؟ الحياة معه ما هي إلا جسدان بقلب واحد، حتى لو افترقا جسدا، تبقى الأرواح مُجتمعة، وكما يجب أيضا الاعتدال في الغيرة، فالمسلم وسط، لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، وفي الوقت نفسه لا يبالغ في إساءة الظن والتجسس والتعسس، فإذا كانت هناك أسباب أو مبادئ تستدعي الغيرة وجب على الرجل أن يغار، أما إذا لم يكن هناك أسباب تستدعي هذه الغيرة، فإن الغيرة فيها تدخل في باب سوء الظن الذي نهينا عنه في القرآن الكريم، وقال الإمام علي رضي الله عنه “لا تكثر الغيرة على أهلك، فترمى بالسوء من أجلك” وتسأل الناس عن زوجتك وعن أخلاقها ومن أين تجيء وإلى أين تذهب، فيقول الناس فلان يشك في زوجته لابد وأنها سيئة.

 

فتتهم المرأة زورا وبهتانا بسبب زوجها، وسدا لهذا الباب فعلى كل امرأة ألا تثير في نفس زوجها ما يدفعه إلى سوء الظن، حتى أنها إذا أرادت أن تخرج من بيت زوجها لابد وأن يكون هذا الخروج بشروط، فيجب ألا تخرج من البيت إلا بإذن زوجها وعلمه وموافقته، ويجب ألا تخرج إلا لأمر ضروري فبعض النساء تخرج وتجيء وتروح بصورة تدفع الرجل إلى أن يسيء الظن بها، وإذا خرجت من بيتها يجب أن تخرج محتشمة في ملابسها وعليها أن تغض بصرها عن الرجال فلا تفتنهم ولا تفتن بهم، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم بفترة يسيرة تقول ” لو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم رأي النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد” فترى ماذا كانت تقول السيده عائشة لو عاشت في زماننا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى