مقال

فاطمة الصديقة المباركة

جريدة الاضواء

فاطمة الصديقة المباركة

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين وسيد المرسلين وإمام الأنبياء والمتقين وعلي بركة الله نبدء في الحديث مع السيده فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم والتي كان من أسماؤها وألقابها رضي الله عنها البتول، وقد تعددت الأقوال حول هذة التسمية، منها قول الإمام النووي في شرح مسلم: التبتل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعاً إلى عبادة الله وأصل التبتل القطع ومنه مريم البتول وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلاً ورغبة في الآخرة، وقول الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح: وقيل لفاطمة البتول إما لانقطاعها عن الأزواج غير علي أو لانقطاعها عن نظرائها في الحسن والشرف، وقيل: لأنها تبتلت عن دماء النساء.

 

وكان من أسماؤها الحوراء الإنسية، ويستشهدون برواية عن رسول الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم أوردها الطبراني في المعجم الكبير: “فاطمة حوراء إنسيّة، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة” وجاء الحديث برواية السيدة عائشة رضي الله عنها فهو: ” إني لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة، فأكلتها فصارت نطفة في صُلبي، فلمّا نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، وهي حوراء إنسيّة، كلمّا اشتقت إلى الجنة قبّلتها” أما الحديث الثاني رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحراني وثقه أحمد وقال: كان يتحرى الصدق، وأنكر على من نسبه إلى الكذب، وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم: متروك، وفيه من لم أعرفه أيضا، وقد ذكر هذا الحديث في ترجمته في الميزان وقال فيه ابن حجر :هذا مستحيل، فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بلا خلاف.

 

وكان من أسماؤها الصديقة: لأنها لم تكذب قط، والمباركة: لظهور بركتها، والزكية: لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية، والمرضية: لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة، والمحدثة: لأن الملائكة كانت تحدثها، والحانية: لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وزوجها وأولادها، والأيتام والمساكين، وأم الأئمة، والطاهرة، والمنصورة، والصادقة، والريحانة، والبضعة: لقول رسول الإسلام محمد: فاطمة بضعة مني، وأم أبيها، وأم أبيها هي كنية من كنى فاطمة الزهراء بنت نبي الإسلام محمد، كنى النبي بها ابنته فاطمة، ويناديها بأم أبيها، حيث قال:”فاطمة أم أبيها” وكان النبي يقول: مرحبا بأم أبيها.

 

وكان في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوج النبي صلي الله عليه وسلم ابنته فاطمة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ولم يتزوج بأخرى في حياتها، وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد معركة أحد، وقد رُوي أن تزويج السيدة فاطمة الزهراء من الإمام علي بن أبي طالب كان بأمر من الله عز وجل، حيث توالى الصحابة على رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم لخطبتها إلا أنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي، فأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ ربعمائة وثمانون درهما على أغلب الأقوال، وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي، كما أنجب زينب وأم كلثوم والمحسن.

 

والأخير حوله خلاف تاريخي حيث يروى أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار، وفي روايات أخرى أنه ولد ومات في حياة النبي صلي الله عليه وسلم، في حين ينكر بعض السنة وجوده من الأساس، وفي أكثر من مناسبة صرح رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل بيته صلي الله عليه وسلم مثلما في حديث المباهلة وحديث الكساء، ويروى أنه كان يمر بدار علي لإيقاظهم لآداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير، وقد روى الليث بن سعد: “تزوج علي فاطمة فولت له حسناً، وحسيناً، ومحسناً، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، فماتت صغيرة ولم تبلغ» وينقل هذا الإمام أبو إسحاق الإسفراييني ويضيف أن الإمام علي وفاطمة رضي الله عنهما أنجبا سكينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى