مقال

ومن أعرض عن ذكري

جريدة الاضواء

ومن أعرض عن ذكري

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى اللهم وسلم تسليما كثيرا على نبي الهدى ونبي الرحمة صلاة سرمدا ننتصر بها على العدا. إننا يا معشر المسلمين يجب علينا دائما أن نذكر الله في آن ومكان لأن بذكر الله نروي ارواحنا ونطهر أفئدتنا ونسأل المولى عز وجل الا نكون من الذين قال عنهم “فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا” لنعلم جيدا ان الله سبحانه وتعالى خلقنا في الارض لنكون خليفه وأن الملائكه لم راضيه حينها وقالت للمولى سبحانه وتعالي “واذ قال ربگ للملائكه اني جاعل في الارض خليفه قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدگ ونقدس لك قال اني اعلم مالا تعلمون”

 

فالملائكه تسبح الله وتذكره دائماً ومع ذالك الله اختارنا لنكن خليفة له في الارض لانه يعلم والعلم كله عنده ان منا من يذكره ويسبحة دائماً ويعمل على نشر دعوته ورسالته كما قال “وأنا منا الصالحون ومنا دون ذالك” فإن من فوائد ذكر الله عز وجل هو النصر على الأعداء، والحفظ من كل سوء، ورفعة المنزلة في الدنيا والآخرة، ونور في الوجه، وقوة في الجسم، والبراءة من النفاق، وكسوة الذاكر المهابة، والنجاة من عذاب القبر، وجلب النعم ودفع النقم، ومضاعفة الحسنات، وزوال الهم والغم، وجلب الرزق، ونزول الرحمة والسكينة.

 

 

فعلينا جميعا ان نكون نحن القدوة الحسنه للمجتمع وان نعمل على اصلاحه ونشر الدين على نطاق واسع والحث علي التحلي بمكارم الله والابتعاد عن المنكرات ومعصية المولى عز وجل فإن رأينا منكره يجب علينا ان نغيره بما نقدر فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه أي انك تدعو لفاعل المعصيه بالهدى والاستقامه.. لاننا إذا لم نفعل هذا سيكون بذاك المجتمع في خطوره وكل واحد الا من رحم ربي سينسى ذكر الله وسيكونون من الذين قال عنهم” ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا، قال كذالك اتتك آياتنا فنسيتها وكذالك اليوم تنسي”

 

فإن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول :أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟

 

فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى يُنتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله .. فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له : وما علمك ؟

 

فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادى مناد في السماء : أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة فيأتيه من روحها .وطيبها ويفسح له في قبره مَدَّ بصره ويأتيه رجل حسنُ الوجه حسنُ الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول : أنا عملك الصالح كنت والله سريعاً في طاعة الله بطيئاً عن معصية الله فجزاك الله خيراً، نعم أيها الإخوة والأخوات يقول له : أنا عملك الصالح، أنا صلاتك وصومك .. أنا برك وصدقتك .. أنا بكاؤك وخشيتك .

 

أنا حجك وعمرتك .. أنا قراءتك للقرآن .. وحبك للرحمن .. أنا قيامك في الأسحار .. وصومك في النهار .. وخوفك من العزيز الجبار .. أنا برك لوالديك ..أنا طلبك للعلم .. أنا دعوتك إلى الله .. أنا جهادك في سبيل الله .. فإذا رأى العبد المؤمن .. هذا الوجه الصبوح يبشره .. والتفت حوله فرأى قبره قد أصبح واسعاً .. فيه فرش من الجنة .. ونظر إلى لباسه فإذا هو من الجنة .. علم أن هذا النعيم لا يساوي شيئاً بجانب ما ينتظره في الجنة .. فيدعوا ربه ويقول : رب أقم الساعة .. حتى أرجع إلى أهلي ومالي ..

 

اللهم انا نسألك الا تجعلنا ولا كل من لهم حق علينا من ياارب العالمين.. ولأننا جميعا امة رسول الله سيد الخلق لا يجب علينا ان نترك احد من هذه الامه يسير في الضلال والابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله والله الموفق ونسأله ان نكون سببا في هدى المجتمع الاسلامي فدائما نلزم الاستغفار والصلاة على النبي المختار ووفقنا الله وإياكم للفوز بالجنه وهدانا وإياكم الى صراطه المستقيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى