نماذج مشرفة

البرفسورة صبا الفاهوم 2004 – 1923 

جريدة الاضواء

البرفسورة صبا الفاهوم 2004 – 1923

كتب / يوسف المقوسي

صبا كانت استاذة الادب في الجامعة المستنصرية بغداد

40 عاما في الحركه النسائية لتثبيت فرع لفلسطين نجحت بذلك صبا في تثبيت عضوية فلسطين في المنظمة رسميا حتى يومنا هذا وانضمامها إلى ابرز مؤتمر عالمي لحقوق المرأة .

 

تعتبر صبا الفاهوم من رائدات النساء الفلسطينيات اللواتي عملن في الحقل الوطني الفلسطيني بمثابرة وهمة عالية والتي تكللت ثمارها بتأسيس الاتحاد النسائي في القدس الشريف بعد تأسيس المنظمة عام 1964. وأن اسمها وتاريخها لهو كبير وخاصة في التاريخ النسوي المعاصر في فلسطين فهي من مواليد الناصرة عام 1923 عاصرت الأحداث الفلسطينية خاصة المشهد الأخير الذي رسم من خلاله النكبة الفلسطينية عام 1948 . أنهت دراستها الابتدائية والإعدادية في الناصرة . ومنذ نعومة أظافرها كانت تشعر بحب الوطن وقامت وأحست بواجب النضال ضد الاستعمار البريطاني ومحاربته من خلال مشاركتها في المظاهرات والهتافات الحماسية في المدرسة وقد تسلقت الأسوار والجدران تصرخ وتحمل الشعارات بكل شجاعة وصمود ملتحفة الكوفية وتحتضن العلم الفلسطيني بكل بسالة.

في عام 1964 حضرت صبا الاجتماع التأسيسي الأول للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس كونها عضوا وألقت به قسما فلسطينيا .. ” لن ننساك فلسطين … ولن نرضى بوطن سواك .. وبقي هذا القسم محفورا في ذاكرة العديد من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني .. أتمت صبا تعليمها الأكاديمي العالي ونالت الماجستير في اللغات من الجامعة الأمريكية في بيروت . ومن ثم حصلت على شهادة الدكتورة من الجامعة نفسها ..

ومنها فقد سافرت للعراق وعملت محاضرة في جامعة المستنصرية في بغداد وبقيت تعمل بها حتى عام 1993 . كما عينت عضوا في اللجنة الإدارية وجمعية لبنانية تدعى النساء اللبنانيات يعملون برئاسة رشا ألخالدي زوجة الدكتور وليد الخالدي المؤرخ المقدسي الأصل ..

وقد أصدرت هذه الجمعية العديد من النشرات السياسية التي فندت المزاعم الإسرائيلية وتثني الحقائق المتعلقة بالقضية الفلسطينية عام 1948 .

عنيت بعمل المرأة وبالانتخابات وكان طريقا لتحقيق الديمقراطية وللنضال السياسي وطريقا لحصول المرأة على حقها الاجتماعي .

اهتمت بأهمية الأعلام العالمي مما دعاها للانضمام إلى المنظور النسائي الدولي للعدل والسلام والحرية

كانت المؤسسة النسوية برئاسة السيدة أنيسة النجار . وناضلت صبا بكل قواها من خلال هذه المنظمة النسائية لتثبيت فرع لفلسطين ونجحت بذلك في تثبيت عضوية فلسطين في المنظمة رسميا عام 1989 . شاركت وحضرت العديد من المؤتمرات الدولية مزودة بسلاح المعرفة والتوثيق . ففي مؤتمر استراليا التي شاركت به قارنت أمام الحضور ما بين عنصرية إسرائيل وجنوب أفريقيا . وكذلك في مؤتمر المرأة بالصين عام 1995 .

وساهمت أيضا في أعمال المؤتمر الذي نظمته المنظمة النسوية الدولية في أمريكا عام 1997 وساهمت في إعداد أربع ورقات عمل حول موضوع المؤتمر تحت عنوان ” عالم خال من الأسلحة النووية ”

حيث أوليت الموضوع خاصة عن الإرهاب ففرقت بين إرهاب الدولة المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن النفس وشرعية المقاومة ..

كتبت كتابا سياسيا بالإضافة إلى مقالاتها وأبحاثها السياسية الأكاديمية ..

ومن كتبها السجينات والموقوفات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي نشر عام 1975 بمناسبة يوم المرأة العالمي .

كما نشرت كتابا عن المرأة الليبية حيث ترجم الى 5 لغات ..

كتبت صبا مئات المقالات والانتقادات والمداخلات في الكثير من المناسبات والأحداث .. حول المستعمر والقضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها صورة المرأة وتمثيلها في السياسة السياسية والاجتماعية ..

شاركت صبا في المؤتمر الأول للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي عقد بالقدس عام 1965 . تأسس الاتحاد النسائي العام للمرأة الفلسطينية بعد تأسيس منظمة التحرير ليكون قاعدة من قواعد المنظمة وممثلا شرعيا ووحيدا للمرأة داخل الوطن وخارجة وإطارا شعبيا ديمقراطيا يجمع كلمة المرأة الفلسطينية ويوحد صفوفها وينظم طاقاتها للمشاركة في جميع النشاطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ..

وحدد الاتحاد العام هدفا أساسيا للمرأة الفلسطينية وهو السعي إلى دمجها في حركة تحرير وطنها من المحتل وحق تقرير المصير وحق العودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

كما وضع الاتحاد نصب عينيه رفع مستوى وعي المرأة الفلسطينية ومشاركتها في صنع القرار على مستوى الأحزاب السياسية والاتحادات والمنظمات الجماهيرية ..

كانت صبا الفاهوم من أوائل النساء الفلسطينيات اللواتي عملن في الاتحاد العام النسائي التي شكلته السيدة وديعة الخرطبيل في لبنان ..

عملت في المخيمات الفلسطينية في صيدا وعين الحلوة وشاتيلا وشكلت لجان عمل جماهيرية . وكانت أول من بادر بتدريب الفتيات على الإسعاف الأولي في الميدان ..

مناضلة جماهيرية صلبة . وأستاذة جامعية متمرسة . وكاتبة وباحثة سياسية شديدة الحماس لخدمة شعبها وقضيتها حلمت الدكتورة صبا بالرجوع لوطنها ولمدينتها الناصرة .. الحلم الذي لم يفارقها حتى آخر لحظة من حياتها حيث توفيت ودفنت في عمان بقرب ضريح طفلة اسمها فلسطين في 12/5/2004.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى