مقال

الدكروري يكتب عن الفساد عبر الشاشات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الفساد عبر الشاشات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

تعتبر مكارم الأخلاق علامة لكمال الإيمان وسمة من سمات المؤمن ومقصدا لرسالته ومهمته، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا” وقال صلى الله عليه وسلم “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وخالق الناس بخلق حسن” ومعنى ذلك أن الرسول جاء بالإسلام منفتحا حيث قال صلى الله عليه وسلم “وخالق الناس” وليس المسلم فقط، عسى أن يراك الآخر متحليا بالأخلاق الحميدة، فتكون سببا في هدايته للإسلام، وكما إن خيرية الرجل لا تقاس بصلاته وصيامه فحسب بل لا بد من النظر في أخلاقه وشيمه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال “لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول “خياركم أحاسنكم أخلاقا”

 

وقد بين ابن المبارك رحمه الله حسن الخلق فقال “هو طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى” ولكن ما يحدث اليوم في معظم نواحي الحياة لا يخلو من الأذي، فإن أبسط الأمور هو الجلوس ليلا ونهارا أمام الشاشات التي تفسد الأخلاق وتذهب بالدين والمروءة، ولو نظر المسلم للعواقب التي تصيب بعض المسلمين من جراء جلوسهم أمام شاشات الإنترنت، لحرص أشد الحرص على تجنب الجلوس ساعات طويلة دون فائدة أو خير يرتجى، وعلى المسلم أيضا ألا ينساق وراء وساوس الشيطان، وخطواته لأنه كلما بعُد المسلم عن طاعة ربه، ووقع في معصيته سوّل له الشيطان المزيد من الشر والباطل، فأورده المهالك وأخذ بيده إلى طريق الضلال، ومما يعين المسلم على النجاة من فتنة شاشات الإنترنت أن ينظر في العواقب.

 

وأن يجاهد نفسه ويلجمها بلجام التقوى، وأن يعلم أن جلوسه أمام تلك الشاشات يعرضه للفساد المادي والمعنوي، ولو نظر إلى غيره ممن تأثر بتلك الشاشات لعلم علم اليقين مدى أثرها على حياتهم المادية والنفسية، وكم من طالب فشل، وكم من موظف طرد من عمله، وكم من زوج طلق زوجته، وكم من فتاة وقعت في الفتنة، وكم من بيت خرب، وكم من صالح ضل، وكم من شاب تأثر بالفكر الضال، وهكذا دواليك مما يجعل المسلم حريصا على نفسه من الوقوع فيما وقع فيه غيره، ومما يكون عونا للمسلم على الاستفادة من الإنترنت دون التأثر بما فيه تخصيص وقت معين للجلوس أمامه مع تحديد الهدف من ذلك، أما إذا استرسل مع صفحات تلك الشاشات وانتقل من موقع إلى آخر دون هدف أو غاية ضاع وقته وقلت إفادته.

 

ومن ذلك أيضا تجنب المؤثرات فالنفس مائلة لكل جديد، وحريصة على كل مخالفة للشرع، فيبتعد عن كل موقع تعرض فيه مخالفات شرعية، وعن كل منتدى يثار فيه الكلام الفاحش البذيء، وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة، فإذا نأى بنفسه عن ذلك حفظ إيمانه ونفسه من كل شر، ومن ذلك أيضا هو غض البصر، فكل صورة تعرض على الإنسان ولو بدون قصد يتأثر بها، وتكون موجودة في مخيلته، وخاصة تلك الصور الفاضحة لنساء كاسيات عاريات، وتلك الأفلام الهابطة التي تعرض الجنس بكل صوره، فإذا تذكر المسلم قول الله عز وجل فى سورة النور” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن” ومن طبق ذلك أرضى ربه وارتاحت نفسه، وشعر بنور الإيمان يشع من قلبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى