مقال

الدكروري يكتب عن عندما بكي النبي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عندما بكي النبي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إنه لا شك أن القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة حافلان بالكثير من الآيات التي تدعو إلى الاعتبار بمصائر الأمم السابقة، والاتعاظ بما عوقبوا به بسبب مخالفتهم أمر ربهم، والسعيد من اعتبر بغيره، فعن ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻧﺎ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ رضي الله عنها، ﻋﻠﻰ النبي صلي الله عليه وسلم ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍ، ﻓﻘﻠﺖ ﻓﺪﺍﻙ ﺃﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله ﻣﺎﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﻜﺎﻙ؟ فقال صلي الله عليه وسلم ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺭﺃﻳﺖ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻓﻰ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺷﺄﻧﻬﻦ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻋﺬﺍﺑﻬﻦ، فقد ﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ ﻳﻐﻠﻲ ﺩﻣﺎﺀ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﻳﺼﺐ ﻓﻰ ﺣﻠﻘﻬﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﺪﺭﻫﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺗﺄﻛﻞ ﻟﺤﻢ ﺟﺴﺪﻫﺎ.

 

ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻮﻗﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﺷﺪ ﺭﺟﻼﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺳﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﻓﻰ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺨﺮﺝ ﺩﻣﺎﻍ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ ﻭﺑﺪﻧﻬﺎ . ﻳﺘﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺬﺍﻉ ﻭﺍﻟﺒﺮص، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺟﻠﻴﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺗﻘﻄﻊ ﻟﺤﻢ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻓﻰ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ ﻭﻣﺆﺧﺮﻫﺎ ﺑﻤﻘﺎﺭﺽ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺗﺤﺮﻕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻳﺪﻫﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﺄﻛﻞ ﺃﻣﻌﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺭﺃﺱ ﺧﻨﺰﻳﺮ ﻭﺑﺪﻧﻬﺎ ﺑﺪﻥ ﺣﻤﺎﺭ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﺪﻧﻬﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺩﺑﺮﻫﺎ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﺑﺪﻧﻬﺎ ﺑﻤﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ” ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ رضي الله عنها “ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻐﻄﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، وﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺫﻯ ﺯﻭﺟﻬﺎ.

 

وﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﺪﺭﻫﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻓﺮﺍﺵ ﺯﻭﺟﻬﺎ، وﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺟﻠﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ، وﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﻛﻞ ﻟﺤﻢ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﻳﻦ ﺑﺪﻧﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ، وﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺪ ﺭﺟﻼﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺳﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻗﺬﺭﺓ ﺍﻟﻠﻌﺎﺏ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻐﺘﺴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﺾ ﻭﻻ ﺗﻨﻈﻒ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻬﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ، وﺃﻣﺎ العمياء ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺮﺳﺎﺀ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﺘﻌﻠﻘﻪ ﺑﺄﻋﻨﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ، وﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﺽ ﻟﺤﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﺽ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، وﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺭﺃﺱ ﺧﻨﺰﻳﺮ ﻭﺑﺪﻧﻬﺎ ﺑﺪﻥ ﺣﻤﺎﺭ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻤﺎﻣﺔ ﻭﻛﺬﺍﺑﺔ، وﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺩﺑﺮﻫﺎ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻴﺔ ﻧﻮﺍﺣﺔ ‏وهو ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺖ ”

 

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ رسول الله صلي الله عليه وسلم “ﻭﻳﻞ ﻷﻣﺮﺃﺓ ﺃﻏﻀﺒﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻃﻮﺑﻲ ﻹﻣﺮﺃﺓ ﺭﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ” وكما يجد بعض الناس أن الاعتذار عن الخطأ شئ عظيم وحدث جم ولا يستطيعون أن يقبلوا عليه ولكن الاعتذار من شيم وأخلاق العظماء ومعنا القدوه الحسنه النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم حبيبنا محمد مع الصحابي سواد بن غزية رضي الله عنه، ذلك الصحابي الجليل في يوم أحد حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الصفوف، وإذا بهذا الرجل متقدما على الصف، فيؤخره صلى الله عليه وسلم ويقول له “استوي يا سواد” فيتأخر سواد ويتقدم، فيراه النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، فيأتي إليه ويأخذ سواكه صلى الله عليه وسلم ويطعن هذا الرجل ببطنه.

 

ويقول “استوي يا سواد” فيقول لقد أوجعتني يا رسول الله، أقدني من نفسك، فيقوم صلى الله عليه وسلم، ويكشف عن بطنه ويقول “اقتص لنفسك” فيقبل هذا الصحابي على بطن النبي صلى الله عليه وسلم تقبيلا لها وتمريغا لوجهه، ويقول والله يا رسول الله ما قصدت إلا أن يكون آخر شيء مني هو التصاق جسدي بجسدك، أي لعل الموت والشهادة تدركني وأنا في هذا الموقف، وهذا كله اعتراف من النبي صلى الله عليه وسلم بأنه آذى هذا الصحابي الجليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى