مقال

السيدة رقية بنت النبي 

جريدة الاضواء

السيدة رقية بنت النبي

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وعلي الله نتوكل ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمتقين وخاتم الرسل أجمعين فنحن علي موعد مع الطاهرات العفيفات الشريفات بنات رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع السيدة رقية بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأمها هي السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وكانت ولادتها سنة ثلاث وثلاثين من مولد أبيها صلى الله عليه وسلم، وهي ثانية بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرة العظيمة صاحبة الهجرتين رضي الله عنها، ولما بلغت رقية رضي الله عنها وأختها أم كلثوم عليهما السلام مبلغ الزواج.

 

خطبهما أبو طالب لابني أخيه عبد العزى وهو أبي لهب” عتبة وعتيبة” فوافق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لأبو طالب من مكانة عنده صلى الله عليه وسلم ولان الخاطبين ابنا عمه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وكانت دون العاشرة، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد، وما كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقى رسالة ربه تعالى ويدعو الى دين الحق حتى بدأت قريش حربها ضده صلى الله عليه وسلم فاجتمع سادة قريش وقالوا : انكم قد فرغتم محمدا من همه.

 

فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن، وذهب سادة قريش الى اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة وقالوا لهم واحدا بعد الاخر: فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت فأبى أبو العاص زوج زينب الكبرى رضي الله عنها وعنه اما ابنا ابي لهب فاستجابا على الفور وكان ابو لهب قد قال لابنيه : رأسي من رأسيكما حرام ان لم تطلقا ابنتي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى، وهوانا لابني أبي لهب، وأسلمت السيدة رقية حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء، وولدت السيدة رقية وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثون.

 

وبعث النبي وعمره أربعون، وأسلمت رقية مع أمها خديجة، فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات، وكانت تكنى بأم عبد الله، وتكنى بذات الهجرتين، أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة، ولما أراد عثمان بن عفان الخروج إلى أرض الحبشة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اخرج برقية معك ” قال : أحال واحد منكما يصبر على صاحبه، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقال : “ائتني بخبرهما ” فرجعت أسماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر رضي الله عنه، فقالت يا رسول الله : أخرج حمارا موكفا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر.

 

فقال رسول الله : ” يا أبا بكر، إنهما لأول من هاجر بعد لوط وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام” وشاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجا صالحا كريما من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم، وما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليبخل على صحابي مثل عثمان رضي الله عنه بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشا لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب.

 

ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب، ويسأل ربه القبول، ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلا صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه، وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان، وولدت رقية غلاما من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به، وما ان توفي ابنها عبد الله حتى اصابتها رضي الله عنها حمى شديدة حزنا على فراق قرة عينها ومكث الزوج العظيم بجوارها يمرضها ويرعاها الى ان خرج المسلمون لغزوة بدر فاراد عثمان رضي الله عنه ان يلبي نداء الجهاد ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رخص له البقاء بجوار زوجته.

 

التي كانت تعالج ما يشبه سكرات الموت، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم له بسهم في الغنائم وعد ممن حضرها، وتوفيت رضي الله عنها وقد جاء بشير النصر العظيم في بدر، وجاء الاب الثاكل صلى الله عليه وسلم فودع ابنته وصلى عليها وشيعت المدينة كلها رقية رضي الله عنها، وتوفيت السيدة رقية رضي الله عنها عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، ودفنت بالمدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى