مقال

السيدة فاطمة بنت النبي 

جريدة الاضواء

السيدة فاطمة بنت النبي

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وعلي الله نتوكل ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمتقين وخاتم الرسل أجمعين فنحن علي موعد مع الطاهرات العفيفات الشريفات بنات رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وهي بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم من أول زوجاته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأم السبطين الحسن والحسين من زوجها وابن عم أبيها علي بن أبي طالب، وقد ولدت السيدة فاطمة الزهراء يوم الجمعة العشرون من شهر جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية الشريفة.

 

بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنوات، أو في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة، والنبي صلى الله عليه وسلم له من العمر خمسة وثلاثين عاما، وتعد فاطمة الزهراء من ضمن النساء العربيات اللاتي عرفن بالبلاغة والفصاحة، ويجب علينا إبراز القدوات السامية الصحيحة التي يجدر بنا أن نجعلها خطوات نتأسى بها، ونترسم خطاها بدلا من القدوات الزائفة الزائغة، ولقد تعددت أسماء السيدة فاطمة الزهراء وألقابها، أما تسمية فاطمة فقد قال عنها الخطيب البغدادي وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : أن الله سمّاها فاطمة لأنه فطمها ومحبيها عن النار.

 

وفي سنن الأقوال والأفعال روى الديلمي عن أبي هريرة رضى الله عنه : إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار، بينما قال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى، إن الله فطمها وولدها عن النار، وكان من ألقابها هو الزهراء، وهناك أقوال بأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية، إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، وهناك من يقول : أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عبادات وأدعية وأورادا خاصة انفردت بها.

 

مثل تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك، فإن الحديث عن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها حديث عذب، يرقق القلوب، ويذكر بالمعاني الإيمانية اللازمة لنا، فإن السيدة فاطمة الزهراء هي الحسيبة النسيبة، وهي الوليدة الجديدة، وهي الشبيهة الحبيبة، وهى الصابرة العظيمة، فهل هناك ثمة حسب أو نسب أو شرف يمكن أن يضاهي ما للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها؟ فإن أبوها هو محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، حسب الشرف، وقد روت السيدة فاطمة الزهراء ثمانية عشر حديثا، وروى عنها ابناها، وروى عنها علي رضي الله عنه.

 

وروت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وقيل لما نزل قول الله سبحانه وتعالى في شأن أهل البيت فى سورة الأحزاب : ” ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” دعا النبي صلى الله عليه وسلم بمرط مرحل أي كساء ثم دعا علي بن أبى طالب والسيدة فاطمة والحسن والحسين ثم بسط عليهم الكساء وقال : “اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأحب من أحبهم، وأبغض من أبغضهم” رواه مسلم، وفاطمة هي أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك اختلاف في تاريخ ولادتها، يذهب أهل السنة والجماعة قبل البعثة النبوية بخمس سنين وقريش تبني البيت يوم حكم والدها النبي صلى الله عليه وسلم.

 

في النزاع حول الحجر الأسود في مكانه، بينما ذهب ابن عبد البر والحاكم إلى أنها ولدت وعمر النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وأربعون عاما أي بعد سنة من البعثة النبوية، وقيل : أن السيدة فاطمة الزهراء منذ طفولتها، كانت ترعى أباها رعاية متميزة كرعاية الأم لولدها، وكانت تضمّد جراح أبيها بعد الغزوات أو عند تعرض الكفار للنبي حيث كانوا يصيبونه بجروح، فكانت له بمثابة الأم الرحيمة والعطوفة التي تغدق عليه حنانها ومحبتها، بل كانت له أكثر حنانا وعطفا وشفقة من الأم، ولعله صلى الله عليه وسلم أراد بتكنيته لها بهذه الكنية وهى أم أبيها بأن يظهر تقديره وحبه وحنانه تجاهها بإظهار المحبة لها على مستوى محبته لأمه آمنة بنت وهب ليعرف الجميع بأن ابنته الزهراء هي موضع دلاله وتقديره وحبه وحنانه على هذا المستوى الرفيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى