مقال

الدكروري يكتب عن الإنسان مشاعر وأحاسيس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإنسان مشاعر وأحاسيس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

يتكون الإنسان من مجموغة من المشاعر والأحاسيس، وإن هذه المشاعر والأحاسيس تتأثر بما يعايشه الإنسان في واقعه، فنجد أن الناس في الزمن الأول كانوا يعيشون مع ما خلق الله عز وجل في هذه ا لحياة من حيوان وأشجار، وبحار وأنهار، وطيور وأزهار، ويعيشون مع الغلظة والجفوة، كذلك فيعشون في الجبال ويعشون في الصحاري الحارة القاسية من أجل ذلك وجدت نوعين من المشاعر، فمشاعر الذين يعيشون في الطبيعة الرقيقة ترق مشاعرهم، ولك أن تقرأ وتتصفح دواوين الشعراء الذين عاشوا في البيئة الخضراء مع الأنهار والأطيار والأشجار، تجد مشاعرهم تطفو وتظهر على أشعارهم وعلى نثرهم.

 

وتجد أن أشعارهم كلها تضفي على القارئ التفاؤل وتعطيه البهجة وتعطيه السرور، بخلاف الذين عاشوا في الحروب وعاشوا في الجبال وعاشوا في الصحاري فتجد وتحس وتلمس وتشعر بالجفوة والقسوة في أشعارهم، هكذا نبينا الكريم عليه صلاة الله وسلامه حث على أن تكون هذه المشاعر مشاعر رقيقة ومشاعر عالية ليس فيها جفوة وليس فيها غلظة، فالإسلام كله رحمة لم يأت بالغلظة أبدا، فلا يعرف الإسلام الغلظة المقيتة أبدا حتى في قتل الإنسان أو إقامة الحد عليه أو حتى في الحروب كل ذلك مراعاة للمشاعر، فمشاعر الأكثر لا بد أن تراعى وإن كان على حساب مشاعر أولئك الأشرار، فإن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.

 

فقال النبى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حين قال “رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم” وقد يقول قائل فما دخل هذه الأشياء بالمشاعر؟ فإن دخل هذا المشاعر أن الأغنام رقيقة وأنها هادئة غير طائشة وليست بعدوانية، فيكتسب الإنسان منها هذه المشاعر بخلاف الجمال والأبقار، فإن فيها من الغلظة والجفوة والقسوة ما فيها، ولذلك يكتسب الإنسان أخلاقا منها فيجفوا ويقسوا، ولهذا نجد أن الجيوش لا تأكل إلا من لحوم الأبقار الجمال والحيوانات القاسية من أجل أن يكتسبوا نوعا من أنواع القسوة ولك أن تفرق بين أخلاق من تسكن السواحل.

 

وبين من يسكن في الجبال فإنك تجد فرقا شاسعا بين هذا وذاك وهكذا أيضا قول النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في حديث أبي هريرة “من بدا جفا أي من سكن الفيافي والقفار والصحاري، ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن” أي يفتتن بهذه الدنيا، وذاك يغفل عن ذكر الله عز وجل، وذاك تجفو مشاعره، ولكن لماذا تجفو مشاعره؟ لأنه صار بعيدا عن الذكر صار يتعامل مع بيئة قاسية، ولا غرابة أنك تقرأ في قصة ذلك الصحابي الأعرابي الذي جاء النبي عليه الصلاة والسلام فرأى النبي عليه الصلاة والسلام يضم أطفاله ويقبلهم فيستشعر ويقول تقبلون الأطفال؟ كأن هذا أمر منفر لطباعه كأنه في هذا تنكيس لهيمنته وتنكيس لكبريائه.

 

قال نعم، قال والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت منهم أحد، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ” أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك” فهذه المشاعر وهذه الأحاسيس التي يعاني منها كل واحد في هذه الحياة الإنسان يتأثر بما حوله نحن اليوم في العالم كله بأسره انتقلت حياتنا إلى التعامل مع الآلات مع حديد لا إحساس لها ولا مشاعر لها، ولذلك ربما جفت وقلت مشاعرنا نتيجة أن حياتنا كلها تأثرت بهذه الآلات، فصار تعاملنا بهذه الآلات حتى الحديث صار بالآلات عبر الهواتف حتى لو كان فيه المشاعر الرقيقة ليس كالكلام الذي يكون حيا، والذي يكون وجها لوجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى