مقال

الدكروري يكتب عن الصلاة كالنهر الجاري

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصلاة كالنهر الجاري

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

نشاهد من بعض الناس في الصلاة أمور بعيدة عن نهج النبي صلي الله عليه وسلم في كيفية الصلاة، حيث يجمع أحدهم يديه في حال القيام على ثغرة نحره بدلا من وضعهما على صدره أو تحت سُرته، ويحني رأسه إلى قرب الركوع، وإذا سجد مد رجليه إلى خلف، ورأسه إلى أمام حتى يصبح كهيئة المنبطح على الأرض، وإذا وقف في الصلاة باعد بين رجليه يمينا وشمالا، حتى إنه ليشغل موضع رجلين، ويضايق من بجانبه، وبعضهم يتشدد في شأن السترة، حتى يترك القيام في الصف لأداء الراتبة، ويذهب إلى مكان آخر يبحث فيه عن سترة فيفوته المكان الذي ربما يكون أفضل من تحصيل السترة.

 

وهو القرب من الإمام في الصف الأول، إلى غير ذلك من أنواع التشدد في فعل بعض السنن الذى ربما يخرجها عن كيفيِتها المشروعة، أو يفوت سننا أفضل منها، والمطلوب هو الاعتدال والاستقامة من غير إفراط ولا تفريط، وعلى مقتضى الكتاب والسنة، فاتقوا الله تعالى، واشكروه على أن هداكم للإسلام وجعلكم به خير أمة أخرجت للناس، وإن هذا للإسلام ينبني على خمسة أركان على شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء زكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت لله الحرام لمن استطاع إليهِ سبيلا ، وهذه الأركان منها ما يلازم المسلم في كل حياته دائما وأبدا، وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .

 

وهذا الركن دائما مع المسلم في كل حياته في إقامته وأسفاره، وفي يقظته وفي نومه وفي صحته وفي مرضه، هو مسلم في كل حالته لا يتخلى عن الشهادتين، يشهد بهما ظاهرا وبطنا دائما وأبدا، ومن هذا الأركان ما يتكرر على المسلمِ في كل يوم خمسة مرات وهو الصلاة المفروضة تتكرر على المسلم في اليوم والليلة خمسة مرات مع الجماعة وفي المساجد كفر الله بها خطاياه ويمنح بها ذنوبه، فسبحانه وتعالى يقول ” وأقم الصلاة طرفى من النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين” وهذه الصلوات الخمس شبهها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

بالنهر الجاري على باب أحدينا يغتسل منه في اليوم والليلة خمسة مرات فلا يبقى من درنة يعني من وسخه شيء؟ كذلك الصلوات إذا أقامها المسلم لا يبقى من ذنوبه الصغائر شيء يكفرها الله بها ويطهره بهذه الصلوات الخمس، وذلك فضل من الله سبحان وتعالى وهي صلوات لا تأخذوا من وقت المسلم الشيء الكثير ولا تعوقه عن أعماله ومهماته بل تساعده عليها، فسبحانه وتعالى القائل فى كتابه الكريم ” واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين” فهي تعين المسلم ولا تعوقه عن طلب الرزق، ولا تعوقه عن أعماله التي يحتاج إليها لكنها تطهره من ذنوبه وتعينه على مهماته، وكان صلى الله عليه وسلم.

 

إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وقال” يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها، أرحنا بها” ولم يقل أرحنا منها، فالصلاة الراحة المسلم لمن حافظ عليها وعرف قدرها، وداوم عليها وحافظ عليها فإنها هي التي تمده بالقوة والعون من الله سبحانه وتعالى، ومنها من يتكرر كل أسبوع وهو صلاة الجمعة، الصلاة العظيمة التي من بكر إليها واستماع وصلاها مع المسلمين كفر الله بها ما بينها وبين الجمعة والأخرى وزيادة ثلاثة أيام، هذه صلاة الجمعة الصلاة العظيمة،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى