مقال

الدكروري يكتب عن واجبات الصلاة ثمانية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن واجبات الصلاة ثمانية

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن للصلاة أركانا، وهي الجوانب القوية التي يقوم عليها بنيانها، ولا تصح إلا بها مع القدرة عليها، ومن عجز عن الإتيان بشيء منها كاملا، فإنه يأتي منه بما يستطيع، لقوله تعالى ” فاتقوا الله ما استطعتم” ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلى قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب” ومن عجز عن الركوع، والسجود، فإنه يومئ برأسه يخفضه في سجوده أكثر من ركوعه، ومن عجز عن قراءة الفاتحة، فإنه يحمد الله، ويكبره ويهلله، ثم يركع، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبّره وهلله ثم اركع” رواه أبو داود والترمذى، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

 

فقال “إني لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني ما يجزئني؟ قال “قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله” رواه أحمد وأبو داود والنسائى، وهذا إنما هو في الذي لا يستطيع أن يتعلم أو لم يجد من يعلمه، أما الذي يستطيع أن يتعلم الفاتحة، فإنه يجب عليه أن يتعلمها مع ما تيسر من القرآن، وعلم من ذلك أن الصلاة لا تسقط بحال، وإنما يصلى المسلم على حسب استطاعته، فاتقوا الله واهتموا بأداء صلاتكم على الوجه المشروع، حتى تقيموا عمود الإسلام، وثاني أركانه بعد الشهادتين، فإنه لا دين لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لم يتم شروطها وأركانها وواجباتها حسب استطاعته.

 

وإن من واجبات الصلاة ثمانية وهي جميع التكبيرات غير تكبيرة الإِحرام، وأما تكبيرة الإِحرام، فهي ركن، وقول سمع الله لمن حمده للإِمام والمنفرد، وأما المأموم فلا يقولها، وقول ربنا ولك الحمد بعد الاعتدال من الركوع في حق الجميع، وقول سبحان ربي العظيم في الركوع، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود، وقول ربي اغفر لي بين السجدتين، والتشهد الأول مع الجلوس له، وهو قول التحيات لله، إلى أشهد أَن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فمن ترك واجبا من هذه الواجبات، متعمدا لم تصح صلاته، وإن تركه سهوا فإنه يسجد للسهو عوضا عنه، وما عدا الأركان والواجبات المذكورة.

 

فإنه سنن أقوال وأفعال لا تبطل الصلاة بتركه عمدا ولا سهوا، ولكن الإتيان به أكمل للصلاة وأفضل، وسنن الأقوال كثيرة، كالاستفتاح، والتعوذ، والبسملة، والتأمين، وقراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في صلاة الفجر وفي الركعتين الأوليين من الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وما زاد على المرة الواحدة من تسبيح الركوع والسجود، وما زاد على المرة من قول رب اغفر لي بين السجدتين، وأن يقول في التشهد الأخير قبل التسليم اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، وما تيسر مع ذلك من الدعاء، وأما سنن الأفعال، فهي كثيرة، منها رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام.

 

وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى على صدره أو تحت سُرته حال القيام، والنظر إلى موضع سجوده، ووضع اليدين على الركبتين في الركوع، ومد ظهره مستويا، وجعل رأسه حياله في الركوع، ومجافاة بطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، وعضديه عن جنبيه في السجود، إلى غير ذلك من سنن الأقوال والأفعال التي تبلغ خمسا وأربعين سُنة أو أكثر، لكن لا ينبغي التشدد في فعل السنن حتى تصبح كأنها فرائض، أو التزيد في صورة تطبيقها، حتى تخرج عن كيفيتها الشرعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى