مقال

الدكروري يكتب عن الإسلام دين السعادة والطمأنينة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإسلام دين السعادة والطمأنينة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد وضح لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إلى حقيقة هذه الدنيا حتى لا يغتر الإنسان بوجوده فيها، وبيّن ربنا تبارك وتعالى أن هذه الحياة الدنيا دار اختبار وابتلاء من الله عز وجل، وقال أبو الدرداء “من هوان الدنيا على الله أنه لا يُعصى إلا فيها” وبعد هذا، هل يغفل الإنسان عن حقيقة الدنيا ويغتر بها؟ وإن غاية العبادة هي شكر المولى سبحانه وتعالى، ولا يشكر الله من لا يرضى بمواهبه وأحكامه، وصنعه وتدبيره، وأخذه وعطائه، فالشاكر أنعم الناس بالا، وأحسنهم حالا، وأن الرضا فيه محاربة لليأس فالذي لا يرضى بما قدره الله عليه، ربما يصيبه اليأس والقنوط، فإذا أصيب ببليّة ظن أنها قاصمة لظهره، فاليأس سُمّ قاتل.

 

وسجن مظلم، يصد النفس عن الخير، ولا يزال بالإنسان حتى يهلكه أو ينغص عليه حياته،أما الراضي بقضاء الله تعالى فاليأس ليس في قاموسه، ولا تراه إلا متفائلا في جميع أحواله، منتظرا الفرج من ربه، وهكذا فإن الإسلام دين السعادة والطمأنينة، فالإسلام حينما أمرنا بفعل الأوامر والطاعات ونهانا عن النواهي والمحرمات، فلا شك أن لذلك معنى ومغزى هاما وحكمة جليلة ألا وهي سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، والسعاده هى شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان.

 

وإن الهدف من بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو إخراج الناس من الشقاوة إلى السعادة، ومن الضلالة إلى الهدي ومن الجهالة إلى العلم ومن الظلمات إلى النور، فالقرآن نزل لسعادة البشرية لا لشقائها وحينما ننظر إلى سورة طه نجد أنها تكلمت في مطلعها وثناياه وخاتمتها عن الشقاوة التي هي ضد السعادة، ففي مطلعها قال تعالى “طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى” وفي ثناياها بيّن الله أن سبب طرد آدم من الجنة هو اتباع إبليس الداعي إلى العصيان والشقاوة فقال تعالى فى سورة طه “فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى” وفي ختام السورة يبين الله أن طريق السعادة في الدنيا والآخرة.

 

هو اتباع هدى الله عز وجل وأن شقاوة الناس في الإعراض عنه سبحانه وتعالى، فقال تعالى ” فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى” وإن لفظ السعادة بمشتقاته لم يرد في القرآن سوى في سورة هود عليه السلام فقال تعالى “وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ” والسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين،هما السعادة الدنيوية فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى، إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة.

 

وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة فقال الله تعالى فى سورة النحل “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” فقد بينت الآية الكريمة أن من لوازم السعادة في الدنيا هو الإيمان والعمل الصالح، وأما عن السعادة الأخروية، وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا وأعلى مراتب السعادة الأخروية الجنة ورؤية الله تعالى، فقد قال تعالى فى سورة هود “وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ” وقال سبحانه وتعالى فى سورة يونس ” للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون” فالحسنى الجنة، والزيادة هى رؤية الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى