ثقافةدين ودنيا

الدكروري يكتب عن الركن الثاني من أركان الإسلام

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الركن الثاني من أركان الإسلام

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، بل هي عمود الإسلام، إذ هي صلة بين العبد وربه، يكررها كل يوم خمس مرات، يجدد فيها إيمانه، ويطهر فيها نفسه من أدران الذنوب، وتحول بينه وبين الفواحش والآثام، والابتعاد عن الرذائل، والتطهر من سوء القول وسوء العمل، هو حقيقة الصلاة، فإذا استيقظ العبد من نومه في صباحه مثل بين يدي ربه طاهرا نظيفا قبل أن ينشغل بحطام الدنيا ثم كبّر ربه، وأقر بعبوديته واستعان به واستهداه، وجدد ما بينه وبين ربه من ميثاق الطاعة والعبودية ساجدا وقائما وراكعا يكرر ذلك في كل يوم خمس مرات، ويلزم لأداء هذه الصلاة أن يكون متطهرا في قلبه وبدنه وثوبه ومكان صلاته.

وأن يؤديها المسلم جماعة مع إخوانه المسلمين إلى ربهم، ومتوجهين بوجههم إلى الكعبة المشرفة بيت الله، فالصلاة قد وضعت على أكمل الوجوه وأحسنها التي تعبّد بها الخالق تبارك وتعالى عباده؛ من تضمنها للتعظيم له بأنواع الجوارح، من نطق اللسان، وعمل اليدين والرجلين والرأس وحواسه، وسائر أجزاء بدنه، كل يأخذ حظه من هذه العبادة العظيمة، فالحواس والجوارح تأخذ بحظها منها، والقلب يأخذ حظه منها، فهي مشتملة على الثناء والحمد والتمجيد والتسبيح والتكبير، وشهادة الحق، وقراءة القرآن الكريم، والقيام بين يدي الرب مقام العبد الذليل الخاضع للرب المدبر، ثم التذلل له في هذا المقام والتضرع والتقرب إليه.

ثم الركوع والسجود والجلوس خضوعا وخشوعا واستكانة لعظمته وذلا لعزته، قد انكسر قلبه، وذل له جسمه، وخشعت له جوارحه، ثم يختم صلاته بالثناء على الله والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، وأما عن الزكاة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، فيجب على المسلم الغني أن يخرج زكاة ماله، وهى تقدر بربع العُشر، ويدفعها إلى الفقراء والمساكين وغيرهم ممن يجوز دفعها إليهم، ويجب أن يدفعها المسلم إلى مستحقيها بطيب نفس، ولا يمُنّ بها عليهم ولا يؤذيهم بسببها، ويجب أن يدفعها المسلم ابتغاء رضوان الله، لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا من الخلق.

بل يدفعها خالصة لوجه الله لا رياء ولا سُمعة، فهي ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب، بل هي أولا غرس لمشاعر الحنان والرأفة، وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة بين شتى الطبقات، ففي إخراج الزكاة استجلاب للبركة، وتطييب لنفوس الفقراء والمساكين، وذوي الحاجات، وإغناء لهم عن ذل السؤال، ورحمة بهم من التلف والعوز إذا تركهم الأغنياء، وفي إخراج الزكاة اتصاف بصفات الكرم والجود والإيثار والبذل والرحمة، وتخلى عن سمات أهل الشح والبخل والدناءة، وفيها يتكاتف المسلمون، ويرحم غنيهم فقيرهم، فلا يبقى في المجتمع إذا طبقت هذه الشعيرة فقير مُعدم، ولا مدين مرهق، ولا مسافر منقطع.

فيجب علينا جميعا أن نؤدي فرض الله عز وجل وأن نبتعد عن الغفلة، فإن الغفلة هي عدم يقظة القلب، يقول ابن القيم رحمه الله “فأول منازل العبودية اليقظة، وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين، ولله ما أنفع هذه الروعة، وما أعظم قَدرها وخطرها، وما أشد إعانتها على السلوك، فمن أحس بها فقد أحس بالفلاح، وإلا فهو في سكرات الغفلة، فإذا انتبه شمّر لله بهمّته إلى السفر إلى منازله الأولى، وأوطانه التي سُبي منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى