ثقافةدين ودنيا

الدكروري يكتب عن التجمل بحسن الأخلاق

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التجمل بحسن الأخلاق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد دعا نبي الله نوح عليه السلام فاستجيب له، فطلب من الله تعالى استئصالهم فاستئصلت أمة كاملة بدعوة رجل واحد، ألا يخاف الظالمون؟ ألا يرعوي العاصون؟ ألا يوجل الناس أجمعون؟ فأغرقوا كلهم ولم ينجوا إلا القليل ممن آمنوا وركبوا السفينة، فاستنصر نوح عليه السلام ربه سبحانه وتعالى فنصره على قومه، وإن من انتصر بالله تعالى فمن ذا الذي يهزمه؟ ومن حفظه الله تعالى فمن يضره؟ ومن خذله الله تعالى فمن ينصره؟ وفي بلاد المسلمين اليوم من يُنذرون بالآيات، ويوعظون بالقرآن، ويذكرون بمصائر الأمم المكذبة فلا يتعظون ولا هم يذكرون، وفي غيهم يعمهون، وفي فسادهم يترددون فاللهم يا ربنا خصهم بعذابك.

ولا تجعله عاما على عبادك، فإن كل الآيات وأمثالها في قصة غرق قوم نوح عليه السلام لتدل على فداحة الظلم والفسق والطغيان عند الله تعالى، وأنه سبحانه قص علينا خبر الطوفان لنأخذ العبرة منه، وعلل سبحانه إغراقهم به بظلمهم، ورفضهم شرائع الله تعالى وأحكامه، وتكذيبهم للرسل، فحذار من ذلك كله فإن الله تعالى يغار، وغيرته أن تنتهك حرماته، ويجاهر بعصيانه، وتعطل شريعته، وترفض أحكامه، ويؤذى أولياؤه، والغرق القليل إذا لم يتعظ به العباد قد يتحول إلى طوفان عظيم، أو عذاب كبير، فخافوا عقوبة الله تعالى قبل أن تقع، فإنها إن حقت لم يدفعها شيء، وبين الله سبحانه أن سبب هلاكهم بهذا الطوفان الكبير.

هو ظلمهم حين رفضوا دعوة نبي الله نوح، وتنكروا لشريعة الله تعالى، وآذوا أولياءه المؤمنين، وعباده الصالحين، فلن يقبل الله تعالى شفاعة نبي الله نوح عليه السلام فيهم حين حقت عليهم كلمة العذاب ولذا لم يقبل شفاعته في ابنه، ولقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله سبحانه وبدخول الجنة، فالمسلم هومن لا يحرف الكلم عن مواضعه.

بل يحل الحلال ويحرم الحرام، وهو من تراه واقفا عند حدود الشرع ممتثلا أمر ربه سبحانه وتعالى، فالمسلم هو من إذا ذكر الله وجل قلبه وخشعت نفسه, وفاضت عيناه وهو من آمن بكل ماجاء به القرآن الكريم علما وعملا، والمسلم هو من يعرض عن اللغو والباطل ويرعى العهد والميثاق, ومن يرضى بحكم الله وقضائه وبحكم رسوله صل الله عليه وسلم في كل فعله وقوله, ومن يتخذ المؤمنين أولياء وإخوانه وأعوانه, ومن يمقت الذلة والمهانة, ولايأبى إلا العزة والكرامة, فالمسلم هو من يلتزم الصدق ولا ينكر الحق ولو على نفسه, ومن لا سلطان للشيطان عليه, فالمسلم هو من يهجر المناهي والملاهي وكل ما لا يرضي العقل.

وهو من يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها, وهو من سلم المسلمون من لسانه ويده وحفظ العرض وصان الدم والمال، فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله واعلموا أن أقل ما يجب عليكم من الحقوق لإخوانكم أن تكفوا الأذى عنهم فقد جاء في الصحيح من حديث أبي ذر أن رجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أعمال من البر، فقال يا رسول الله “أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال تكف شرك عن الناس فإنها صدقة عن نفسك” إن الإسلام دين يحمل كل معاني الإنسانية والرحمة والسلام للناس جميعا، والإنسانية هي إحدى خصائصه التي ارتبطت بأحكامه وتشريعاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى