مقال

القمة العربية بالمنعرج القاطع

جريدة الاضواء

القمة العربية بالمنعرج القاطع

 

بقلم الكاتبة الجزائرية: مريم عرجون

 

من ثرى وطني العربي المَحْصُور ومن كل ركن في ربوعه إنهم قادمون يرفعون الأصوات في صمت السكون و في جو النشوة المشحون ،قادمون يعقدون قمة الملوك، لوطن يخجل الكلام في وصفه من قطاع غزّةَ الْأَرْض الْمُقَدَّسَةَ و المنبر المنسي متسلحين بالإِخاء والايمان ومن هضبة الجولان حبا يجتال حاملا زهورا لجزر القمر جيبوتي وقطر والبحرين ينثرها سلاما على لبنان والأردن عروس الشام ،أما إماراتنا عيون الريم بها رخاء البال والكويت طيبة الجيران ، تزف العشق لسوريا واليمن والسودان و القلب لاهف لعمان ومكة أرض القرآن لا تغدوا منها المَحَاسِن حتى نحتضن الريحان من ليبيا وتونس والمغرب تحملنا نسائمهم الى دِجْلَة والفرات لتكتب شعرا على نهر النيل يغنى مجدا لثورة ثوّار موريتنيا والصّومال و الجزائر أرض الأحرار لم يولوهم الأدبار ،وبالتزامن مع الذكرى التاريخية وكعرفان من الجزائر على تقديرها لدعم أشقائها العرب في ثورتها التحريرية يسعى وطني وفي سياق خاص التأكيد على تمسك قادة العرب بمبادئ هذه المجموعة التي شُد عَهدُها على ميثاق العمل وما قَسَمَ ورَسَم معالم مَجْدها فكيف لا نَضُم الحب والتآخي بأرضنا وقد أتتنا العروبة تسير أمة ،جاؤوا طِيبَةٌ يُوَثق بهم الثرى في قمة العربية وتجمع شمل الوصل بخاتمة الآيات.

 

آنَ التلاقي فيا للصخب القادم أتركوا لغة الخطابات الانفعالية بمفرداتها النارية حتى يستفيق وعينا ونسترد أرواحنا المسلوبة فإن أردنا أن نتغير فلا بد أن ننفض الغبار عن ذاكرتنا لقد التصقت بأدمغتنا كتل سميكة من الصدأ الكلس والغبار وللتخلص منها ربما يحدث نزيف هنا أو تقرح هناك ،تأملوا الأحوال حولكم وفكروا ربما تختلفون هذا ليس مهما الاختلاف بوابة عريضة نحو الحقيقة المهم أن نعي كيف نختلف والتاريخ وحده سوف يدون التميز والريادة تَبْجِيلاً لمروءاتٍ فذَّة.

 

أيا يا قومي تأملوا في نواحي الدهر و الوطن الذي صار كلون فلق الفجر المخنوق ومقبرة وحشية تئن بها العظام بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ و تلال أحلام عرجاء منسية في سرداب لُّجِّيٍّ تُنقِبُ عن بريق والعمر يوهمنا بالأمان كالأزقة العارية التي تتقن الصمت لدمعة ثكلى سرجت أماكن الشهداء وضلت صلة وصل للديار تخنق الأشواق أمام زَفَّة الشَّيطان التي تفتش عن مكان عطشى فتنام بين الضلوع الأغوار و الأنجاد، نشم حينها رائحة جثث السنين، و نسمع صيحات من بين أنياب الصخور التي نهشت الأوجاعُ و الدمع هَدّاج، تهبطُ من أعلى عليين إلى أسفلِ سافلين و تهمس في النفس فيتركنا الحب رمادا، ذلك الحب لموطننا القديمُ الذي حاصرنا ونحن أصنام يشطرنا ولا نأبى أن يكون لنا مكان، جعل بين الضلوع معابد وما نحن إلا سحَابة مَرْكُومة ننْدَثر معه غيمةً من أُوَار وعلى مَرأى من الأماني نمضي في دروب اليأس نصنع السلام في زمنٍ عقيمْ و نرتدي خوذة الحب للسفر الى بيْت الْحَبِيب وأيْن بيتهْ، وما لنا في المقام خيار ولكن لنا بأرضنا وطر، نعرف فيه قيمة العبق الثمر والأثر، وطني تلك الملكة التي تجهل لغة شعبها تمشي مرفوعة الرأس، تجرّ خلفها التوابيت و تحمل على كتفيها القنابل ،تفجر المناطق الموبوءة تروي بحليب نهديها من تلاقيه من الضالّين و الفارين و المنبوذين والمنفيين فينساب الحب منها صارخة أنا وطنُ مَن لا وطن له.

 

نرى الجمال في وطن يعرف مقامه حتى التراب الذي أنبت عظاما و الشيب اليوم نذيرا يؤذن بالزوال متى يا أمة العرب تستجيبي وتعودي خير أمة أخرجت للناس تلم الشمل النازف الذي يبكينا و المحتضن لقبور الأحياء فينا، فما فات شيء في شقاق أراضينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى