مقال

الدكروري يكتب عن الوطن والمواطن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الوطن والمواطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحب أو أي حب ناجح، له طرفان يتشاركان أفرع الحقوق وأذرع الواجبات، وصحيح أن الفرد منا يجب أن يسأل نفسه ماذا قدم لوطنه قبل السؤال عما قدم له الوطن، وصحيح أيضا أن السؤال أولا عن الواجبات والمسؤوليات ثم عن الحقوق والمطالب، إلا أنها في النهاية علاقة متكافئة متوازنة تتيح للحب بينهما أن يتفتح ولمستقبلهما أن ينمو ويزدهر، وإن أي خلل بين أركان هذه المعادلة، بوعي أو بدون وعي ومن أي طرف منهما، يعود ضرره على الطرفين معا، وليست هذه صورة مثالية بل هي الصورة الواقعية المعاشة في كل دول وأوطان العالم منذ تكونت الأوطان ونشأت الدول، سماها بعضهم العقد الاجتماعي ودعاها آخرون دولة الرفاه.

 

واكتفى قلة بوصفها علاقة منفعة روحية ومادية بين الوطن والمواطن، وإنه يولد الإنسان بأرض فيدعوها مسقط رأسه والأحرى أن يقال مهوى فؤاده، يتنسم شذاها، وينعم بخيرها منذ لحظة الميلاد وربما حتى الموت، ومن هنا يولد حب الأوطان فهي السابقة بالإنعام والفضل على المنتمين إليها، وعلية فان هناك واجب بوجود علاقة الحقوق المتبادلة بين الوطن والمواطن، التي تجعل هذه العلاقة مبنية على اسس صحيحة تجعل من المحافظة على الوطن وانجازاتة هو موضوع رئيسي في حياة كل من يعيش على تراب مصرنا الغالية، فمن حق الوطن علينا المحافظة على ماله العام والغيرة على ممتلكاته ورعاية منجزاته.

 

من حق الوطن الفداء له دفاعا عن حدوده وتثبيتا لمصالحه، ومن حقه علينا العمل فرادى وجماعات للرفع من شأنه والمساهمة في تنميته وإعماره ومن حقه علينا أن نكون مواطنين صالحين للنعمة شاكرين ومقدرين وقبل ذلك راعين ومقدرين، ومن حق المواطن على وطنه أن يجد لقمة العيش النظيفة والمهنة الشريفة والعناية الصحية والاجتماعية وان تحقق له الفرص بكل عدالة ومساواة وأن يتم سيادة مبادي الشفافية بكل صدق، وان يكون العمل والعطاء والوفاء لمقدار ما يقدمة المواطن لوطنة لا أن تكون مبادي المحسوبية والواسطة هي المقياس فالجميع شركاء في حب الوطن ويجب أن تكون مكتسبات الوطن متاحة للجميع.

 

بحرية وعدالة، وكما أن من حق الوطن علينا أن نخاف عليه وأن نفديه بكل غالي ونفيس وأن نحميه بأرواحنا وأقلامنا، وأن نفوّت على المتربصين بنا وبوطننا أي فرصة تمكنهم من المساس بأمنه ومقدراته وحقوق مواطنيه، وأن نتصدى بحزم وقوة لمحاولات إيذائه أو النيل منه، وألا نسمح لأي كائن أن ينشر الفوضى على امتداد أرضه أو أن يتعدى على حدود مائه وسمائه، ومن حق الوطن علينا أيضا أن نقف في سبيل عزته وكبريائه دروعا بشرية للذود عنه ونحميه من أي عدو يحاول أن يعبث في مقدراته ومنجزاته أو حاقد لا يسره أن يرى هذا الوطن بما هو عليه اليوم من التقدم والشموخ والرقي.

 

ومن أي شخص يتعالى أو ينصب نفسه وصيا علينا في تحديد مسار حياتنا، ويحاول إجبارنا على محاكاته وتقليده بما نختلف وينبغي أن نختلف معه عليه، لا شك أن استغلال ما تمر به العلاقات الدولية الآن من أزمات اقتصادية وإستثمار وحالة عدم الاستقرار في المنطقة والإستفادة من المساحة المعطاة لنا للتعبير الحر أو إيذاء الوطن بإسم الرغبة في الإصلاح إنما هو سلوك غير مقبول وغير مبرر ويرفضه الجميع لأنه تصرف يضر بالوطن ويقوض أمنه واستقراره وبالتالي يلحق بنا أفدح الأضرار فيما يفيد المتربصين بنا ويحقق أمانيهم وأهدافهم المعلنة وغير المعلنة،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى