مقال

الدكروري يكتب عن الإيمان الذي لا شك فيه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإيمان الذي لا شك فيه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الشيطان حينما يدخل على ابن آدم بمداخل المقارنات، فيقول له أنت مسلم وغيرك كافر، فما أنت عليه من معصية لا تضرّك، وهكذا يزيّن، ويسوّف، ويُخيل، ويتدرّج خطوة بعد أخرى، واقرؤوا إن شئتم فيما ذكره المفسرون في القصة التي أوردوها عند قول الله عز وجل كما جاء في سوة الحشر ” كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين” ولو رجعتم إلى تفسير هذه الآية الكريمة في تفسير ابن كثير، لوجدتم قصة عجيبة لا يملك معها الإنسان إلا أن يكثر من دعاء الله عز وجل ” يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك، يا مُصرّف القلوب صرّف قلبي على طاعتك”

 

فإنه انتقال في تلك القصة عبر خطوات الشيطان، من كون ذلك الإنسان في منازل العُبّاد القريبين من الله جل وعلا، المعظمين في الملأ الأعلى، إلى أن يكون كافرا مشركا بالله جل وعلا، كيف ذلك؟ إنما كان هذا بخطوات الشيطان، فأحب الأعمال إلى الله هو الإيمان الذي لا ريب فيه ولا شك فيه، وهو الذي يوصل صاحبه إلى درجة اليقين، فلذلك كان حقا أن اليقين هو الإيمان، وهو الدين كله، ويشهد لذلك أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما وعد من شهد أن لا إله إلا الله بالجنة وأن يحرمه على النار، جعل ذلك مقترنا باليقين كما هو مقترن بالإخلاص، كما في قوله صلى الله عليه وسلم في قصة غزوة تبوك.

 

عندما اشتد الأمر على الصحابة رضي الله عنهم، فأرادوا أن يذبحوا جمالهم ليأكلوا منها، فقال عمر رضي الله عنه، يا رسول الله لو جمعت الطعام الذي عند المسلمين ثم دعوت الله تبارك وتعالى فيبارك الله تعالى فيه، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشورته، فبارك الله لهم في طعامهم وتزودوا جميعا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد مستيقنا بهما غير شاك إلا دخل الجنة ” فإن الذاتية هو أن الحق مرتبط بشخص معين بالذات وبالصفات، وإن مصطلح الخاص أو الخصوصية وهى الآثار المترتبة عن ذاتية الحق، أما عنصر الاستئثار.

 

فيعني انفراد صاحب الحق بالشيء محل الحق، ومثل هاتين الخاصيتين هي جوهر التمييز بين القاعدة القانونية والحق، فإذا كانت القاعدة القانونية تتميز أساسا بأنها عامة ومجردة فإن القاعدة المكرسة للحق وعكس ذلك تتميز بخاصية الذاتية، أو أنها مشخصة في شخص معين يستأثر بالحق، وتتجلى خاصية الذاتية في الخطاب المستعمل من طرف الأشخاص بقولهم هذا لي أو من حقي كذا، ومعنى ذلك أن الحق يختص بواقعة محددة بعينها وبشخص معين بذاته، وتتطلب هذه الخاصية تغير الشروط اللازمة في الواقعة أو التصرف القانوني، أو أي مصدر آخر للحق حسب طبيعة الشيء محل الحق وحسب طبيعة الشخص الذى تخاطبه وكذا صفته.

 

وتجدر الإشارة إلى أن خاصية الذاتية قد لا تكون واضحة في البداية، بل تظهر عند حدوث الواقعة، أي عند التطبيق كحالة المسؤولية التقصيرية فإن حق التعويض ينطبق على شخص معين بالذات يتمتع بصفة المتضرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى