مقال

الدكروري يكتب عن من أهم أعمال القلوب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن من أهم أعمال القلوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن إبليس اللعين لخبير بنفسيات بني آدم، فهو عليم بالمداخل التي يدخل بها على كل أحد، فقد عايش الخليقة أمة بعد أمة، وقرنا بعد قرن، وجيلا بعد جيل ولذلك يدخل على كل أحد بحسب ما يعرف عنه من هذه المداخل، وإن اليقين من أهم أعمال القلوب والتي تجعل القلب مستقرا ومطمئنا، وأصحاب اليقين هم أهل الذكاء والفطنة الأكياس، وقيل أنه في يوم من الأيام خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أصحابه الكرام رضي الله عنهم في سفر وكان السفر طويلا وشاقا، فتعب الصحابة من ذلك السفر، فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى صاحبه ومولاه وخادمه قيس وقال له “إبسط كساءك”

فأسرع قيس إلى تلبية أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فرحا ومسرورا وبسط ثوبه، فأقبل الصحابة وجعلوا يضعون أشياءهم ومتاعهم في الكساء، فمنهم من ألقى سيفه ومنهم من ألقى رمحه، وكانت هذه أسلحتهم التي يقاتلون بها الكفار أعداء الله، فلما امتلأ الكساء حمله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لقيس رضي الله عنه ثم قال وهو يلاطفه و يداعبه “احمل، ما أنت إلا سفينة ، سماه الرسول صلى الله عليه وسلم سفينة لأنه يحمل الأمتعة في السفر كما تحملها السفينة ، ففرح قيس بهذا الإسم، و قال لو حملت في ذلك اليوم أكثر مما يحمله بعير أو بعيران أو خمسة أو ستة ما ثقل علي، وذلك ببركة النبي صلى الله عليه وسلم الذي سماه سفينة.

فصار يحمل مثل السفينة أثقالا كثيرة، ولأنه سارع في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعان أصحابه لم يتعب من حمل هذه الأشياء الثقيلة، وذات يوم ركب الصحابى سفينة، سفينة تجري في البحر تشق الأمواج بفضل الله ونعمته، وفجأة انكسرت السفينة فأنقذ الله عز وجل صاحب نبيه صلى الله عليه وسلم وتعلق سفينة رضي الله عنه في لوح السفينة التي تكسرت، فأخذت الأمواج اللوح الذي ركبه وجعلت تدفعه إلى الشاطئ و كل ذلك بحفظ من الله تعالى لهذا الرجل الصالح، حتى وصل سفينة إلى ساحل البحر وقذفه الموج على الشاطئ سالما، نظر سفينة حوله، فوجد نفسه في غابة بها أشجار كثيرة.

وفجأة سمع صوتا رهيبا مخيفا مزعجا، فالتفت سفينة فإذا بأسد متوحش قادم عليه يريده، لجأ سفينة إلى الله تعالى وعرف أن الله لا يضيع عباده المؤمنين وعلم أن الكون كله ملك لله يتصرف فيه كيف يشاء، وأن الأسد وغيره مهما كان قويا فهو مخلوق من مخلوقات الله إذا أمره الله بأمر ينفذه بالحال، فأقبل سفينة إلى الأسد في شجاعة وثقة بالله وقال له يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع الأسد ذلك منه هدأ وطأطأ رأسه وأصبح كالهر الوديع ثم أقبل على سفينة رضي الله عنه يدفعه بمنكبه حتى أخرجه من الغابة كأنه يحرسه ويدله على الطريق، ثم التفت الأسد إلى سفينة رضي الله عنه.

وهمهم بصوت ضعيف كأنه يودعه، ثم دخل الغابة عائدا إلى عرينه يبحث عن طعام آخر غير هذا الرجل الصالح الذي يحبه الله ورسوله، وحمد سفينة الله تعالى على إنقاذه له، وحكى لأصحابه تلك القصة، وهذا بفضل اليقين التام بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى