ثقافة

الدكروري يكتب عن غير متبرجات بزينة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن غير متبرجات بزينة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي متابعته وطاعته، فمن ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم بدون متابعته والتمسك بسنته وترك البدع المحدثة في الدين، فهو لم يصدق في دعواه فمحبة الله ومحبة رسوله تكون بالطاعة والامتثال، وطاعة الرسول هي طاعة لله، ومن علامة محبة العبد لله ولرسوله أن يحب من يحبهم الله ورسوله من الأشخاص وأن يحب كل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال حتى لو جرى منه تقصير في شيء منها، فالواجب علينا أن نحب الإحسان والمحسنين وإن كنا لسنا منهم ونحب التقوى والمتقين ونحب التوبة والتوابين، ونحب الطهارة والمتطهرين، ونحب المتمسكين بهدي القرآن والسنة.

 

ويحذرنا الله تعالي من الوقوع في فتنة النساء فيقول تعالى كما جاء فى سورة النور “والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم” وقوله تعالى “غير متبرجات بزينة” أي غير مظهرات ولا متعرضات بالزينة لينظر إليهن، فإن ذلك من أقبح الأشياء وأبعده عن الحق، والتبرج هو التكشف والظهور للعيون، ومنه بروج مشيدة، وبروج السماء والأسوار، أي لا حائل دونها يسترها، وقيل للسيدة عائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين، ما تقولين في الخضاب والصباغ والتمائم والقرطين والخلخال وخاتم الذهب ورقاق الثياب؟

 

فقالت رضى الله عنها يا معشر النساء، قصتكن قصة امرأة واحدة، أحل الله لكن الزينة غير متبرجات لمن لا يحل لكن أن يروا منكن محرما، وقال عطاء هذا في بيوتهن، فإذا خرجت فلا يحل لها وضع الجلباب، وعلى هذا “غير متبرجات” غير خارجات من بيوتهن، ثم قيل من التبرج أن تلبس المرأة ثوبين رقيقين يصفانها، وروى عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” وقال ابن العربي.

 

وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثواب إذا رق يصفهن، ويبدي محاسنهن، وذلك حرام، وقال القرطبى هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى، والثانى هو أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى فيه “ولباس التقوى ذلك خير” وأنشد الشاعر قائلا إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا، وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا، وقال القرطبى هذا التأويل أصح التأويلين، وهو اللائق بهن في هذه الأزمان، وخاصة الشباب، فإنهن يتزين ويخرجن متبرجات، فهن كاسيات بالثياب عاريات من التقوى حقيقة، ظاهرا وباطنا.

 

حيث تبدي زينتها، ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل ذلك مقصودهن، وذلك مشاهد في الوجود منهن، فلو كان عندهن شيء من التقوى لما فعلن ذلك، ولم يعلم أحد ما هنالك، ومما يقوي هذا التأويل ما ذكر من وصفهن في بقية الحديث في قوله “رؤوسهن كأسنمة البخت” والبخت ضرب من الإبل عظام الأجسام، عظام الأسنمة، شبه رؤوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن على أوساط رؤوسهن، وهذا مشاهد معلوم، والناظر إليهن ملوم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” رواه البخارى، وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، لم يكن كفر من مضى إلا من قبل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى