مقال

وما ينطق عن الهوى قصة أبولهب تثبيت أن الوحى من الله

جريدة الاضواء

وما ينطق عن الهوى قصة أبولهب تثبيت أن الوحى من الله

 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

 

•الكلمة التي لو قالها أبو لهب للنبي مــحـمـد لكانت هدمت دين الإسلام ولكنه لم يقلها على مدار عشر سنوات!!من القصص التي أبهرت المستشرقين وأعْتَبِرُوها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لهب

هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا، لدرجة أنه كان يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم أينما ذهب؛ ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم..

إذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء، فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه، ليذهب إليهم ثم يسألهم« ماذا قال لكم محمد ؟

لو قال لكم أبيض فهو أسود، ولو قال لكم ليلاً فهو نهار » .

المقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويشكك الناس فيه..

 

• قبل عشر سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن إسمها سورة المسد يقول فيها المولى عز وجل.﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَسَدٍ﴾.

هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلى النار، أي بعبارة أخرى.

أنَّ أبا لهب لن يدخل الإسلام. خلال عشر سنوات كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول « محمد يقول إني لن أسلم وسوف أدخل النار، ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلمًا!! الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟.هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟».

 

• لكن أبا لهب لم يفعل ذلك رغم أنَّ كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يخالفه في هذا الأمر.و القصة كأنها تقول { إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب… أنت تكرهني وتريد أن تُنهيني، حسنًا لديك الفرصة أن تنقض كلامي!}.

لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات !!

لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام!..

عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام بدقيقة واحدة ! ولكن لأنَّ الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه وحي ممن يعلم الغيب، ويعلم أنَّ أبا لهب لن يسلم. كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أنَّ أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيًا من الله ؟!

كيف يكون واثقًا خلال عشرسنوات أنَّ ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله ؟!.

 

• لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد،

أنَّ كلامه هذا وحي من الله…

 

• وأن سبب نزول سورة المسد

قال البخاري« عن إبن عباس رض الله عنه، أن النبي صل الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء، فصعد الجبل فنادى. «يا صباحاه»، فإجتمعت إليه قريش، فقال.. «أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم تصدقوني؟» قالوا: نعم، قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟

تبًا لك. فأنزل الله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخرها.

 

• تفسير سورة المسد {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}.. أي خسرت وخابت، وضل عمله وسعيه، {وَتَبَّ} أي وقد تب تحققت خسارته وهلاكه، {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} قال إبن عباس وغيره ما كسب يعني ولده، وذكر عن إبن مسعود أن رسول الله صل الله عليه وسلم لما دعا قومه إلى الإيمان، قال أبو لهب « إذا كان ما يقول إبن أخي حقًا، فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي، فأنزل الله: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}، {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}.. أي ذات شرر ولهيب وإحراق شديد، {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}.وكانت زوجته من سادات نساء قريش، وهي« أم جميل وإسمها أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان»، وكانت عونًا لزوجها على كفره وجحوده وعناده، فلهذا تكون يوم القيامة عونًا عليه في عذابه في نار جهنم، ولهذا قال.. {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}.. يعني تحمل الحطب فتلقي على زوجها، ليزداد على ما هو فيه، وهي مهيأة لذلك مستعدة له، {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} قال مجاهد، وعروة من مسد النار.

 

•من هي أم جميل؟هي زوجة أبي لهب، كانت عونًا له في عداوة رسول الله في الدنيا، وعن مجاهد وعكرمة أن حمالة الحطب كانت تمشي بالنميمة ين الناس، وقال العوفي عن ابن عباس« كانت تضع الشوك في طريق رسول الله ، وقال إبن جرير وقيل كانت تعير النبي صل الله عليه وسلم بالفقر وكانت تحتطب فعيرت بذلك، وقال سعيد بن المسيب كانت لها قلادة فاخرة، فقالت: لأنفقنها في عداوة محمد، يعني فأعقبها الله بها حبلًا في جيدها من مسد النار».

 

•وعن أسماء بنت أبي بكر قالت« لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}، أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول«مذممًا أبينا ودينه قليناوأمره عصيــنا».

ورسول الله جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال« يا رسول الله، قد أقبلت وأنا أخاف عليك أن تراك، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إنها لن تراني»، وقرأ قرآناً إعتصم به كما قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء:45]، فأقبلت حتى وقفت على أبى بكر ولم تر رسول الله صل الله عليه وسلم، فقالت« يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني؟ قال: لا، ورب هذا البيت ما هاجاك، فولت وهي تقول.. قد علمت قريش أني إبنة سيدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى