مقال

الدكروري يكتب عن ما أسكر كثيره فقليله حرام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ما أسكر كثيره فقليله حرام

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن معرفتنا بعظمة الله تعالي تورث القلب الشعور الحي بمعيته سبحانه التي تفيض السكينة في المحن، والبصيرة في الفتن، وهذا ما ظهر جليا عندما لجأ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الغار, واقترب الأعداء حتى كانوا قاب قوسين أو أدنى, شاهرين سيوفهم، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، فرد عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بكل ثقة ” ما ظنك باثنين الله ثالثهما” وإن استشعار عظمة الله ومعيته تبعث في النفس معنى الثبات والعزة, وتقوي العزائم حتى في أشد حالات الضنك، وقد كانت هذه الحقائق جلية عند الصحابة حتى مع الحصار الاقتصادي والاجتماعي في شعب أبي طالب.

 

ولم تمض سوى أعوام حتى فتح الله على أبي بكر وعمر وغيرهم أعظم انتصارات، وليعلم الذين يجيزون كمية معينة تسمى بالمسموح به من الخمر، أن المشرع هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، الذي سوّى في التحريم بين الكثير والقليل، فقال صلى الله عليه وسلم “ما أسكر كثيره فقليله حرام” رواه ابن ماجة، ولم يقصر المسكر على الخمر فقط، بل كل ما يحدث الإسكار، كما قال صلى الله عليه وسلم “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام” رواه مسلم، ولم يقصر المسكر على الخمر فقط، بل كل ما يحدث الإسكار، كما قال صلى الله عليه وسلم “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام” رواه مسلم، فهل يقابل هذا الوعيد الخطير بلذة زائلة، ومتعة فانية، إن كانت فعلا لذة ومتعة؟

 

وأيضا فإن هناك آفة أخرى من آفات أكل أموال الناس بترويج الأكاذيب المفتضحة، والأراجيف المستقبحة، عن طريق التأكل من جناية الكتابة الرخيصة، التي أبت إلا أن تأتى على ما تبقى من حصون المسلمين المنيعة، والصفوف الخلفية الحامية للشريعة المتجلية في أعظم الرجال بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وهم الصحابة الكرام، الذين لهج بهم الوحى، لما حفظوه لنا من الزيف والمين، وجاهدوا في إيصاله لنا ببذل الغالى والنفيس، حتى صار بين أيدينا غضا طريا، كأنما أنزل بالأمس، إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي عدّلهم الله تعالى من فوق سبع سماوات فقال فى سورة التوبة.

 

” والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه” وقال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم “خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” متفق عليه، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة، الذين بشرهم النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة فقال “أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة” رواه أبي داود، قهذا هو الصحابى الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي لو وزن إيمانه بإيمان أهل الأرض لرجح بهم، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذى قال فيه النبى صلى الله عليه وسلم”لو كنت متخذا من أمتى خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخى وصاحبى” متفق عليه.

 

وهذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي رآه النبى صلى الله عليه وسلم في المنام فقال “رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا” فبكى عمر بن الخطاب وقال “أعليك أغار يا رسول الله” متفق عليه، وهذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذى اعتبره النبى صلى الله عليه وسلم أشد أمّته حياء، وقال صلى الله عليه وسلم فيه “ألا أستحيي من رجل تستحيى منه الملائكة” رواه مسلم، وهذا هو الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه، الذى بين مكانته النبى صلى الله عليه وسلم فقال فيه “أنت مني وأنا منك” رواه البخارى، وقال صلى الله عليه وسلم له “أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى” متفق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى