مقال

الدكروري يكتب عن موقف الإسلام من السارق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن موقف الإسلام من السارق
بقلم / محمــــد الدكـــروري

لقد فقدت عظمة الله في نفوس بعض المسلمين اليوم، وعظم في نفوسهم قدر قوى الأرض البشرية حين رأوا منجزات الحضارة المادية ونتاجها العلمي من هندسة الصفات الوراثية, إلى الاستنساخ, إلى الصواريخ العابرة للقارات, إلى حرب النجوم, وضُروب المدافع والقنابل، وهذا التطور السريع، والنمو الكبير في آليات التقدم المادي جعل فئاما من الخلق يصابون بالانبهار، وتتسرب إلى دواخلهم الرهبة والهلع, وتضطرب نفوسهم, وتهزم عزائمهم، وهذا يحطم المجتمعات, ويزلزل بنيانها, ويحولها إلى مجتمعات حزينة منكسرة، يائسة ضائعة, وحري بالمسلمين حين تهزهم عظمة البشر استحضار عظمة خالق البشر سبحانه الذي يدبر الامر.

يأمر وينهى، يخلق ويرزق، يميت ويحيي، يداول الأيام بين الناس، ويقلب الدول، فيسحب بدولة ويأتي بأخرى، وأما عن موقف الشرع من السارق فإن السارق إذا مات وهو متلبس بالسرقة، فقد مات على غير إيمان، لأن الإيمان فارقه وهو يسرق، فيقو ل النبي صلى الله عليه وسلم “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وذلك لأنها ذات شرف، حين ينتهبها وهو مؤمن” رواه البخارى ومسلم، وإن سرقة القليل، هى استدراج لسرقة الكثير، فعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

“لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده” رواه البخارى ومسلم، وإن المال أحد العناصر الأربعة التي يسأل عنها العبد يوم القيامة قبل أن تزول قدماه، قال النبي صلى الله عليه وسلم “لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه” رواه الترمذى، ولقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم أمر السرقة، حتى لو كانت في الشيء التافه الحقير، فقال صلى الله عليه وسلم بعد أن نصره الله في غزوة حنين، وغنم المسلمون أموالا كثيرة، وقد أخذ شعرة من بعير “إن هذه الوبرة من غنائمكم، وإنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم، إلا الخمس والخمس مردود عليكم،

فأدوا الخيط والمخيط، وأكبر من ذلك وأصغر، ولا تغلوا، فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة” رواه أحمد، ولذلك كان الصحابة يتحرجون من الوظائف التي فيها مخالطة الأموال العامة، خوفا على أنفسهم، فعن أبي مسعود الأنصارى رضي الله عنه قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم ساعيا ثم قال “انطلق أبا مسعود، ولا ألفينك يوم القيامة تجيء وعلى ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته” قال “إذا لا أنطلق” قال “إذا لا أكرهك” رواه ابن ماجة، وعلى كل سارق عزم على التوبة إلى الله تعالى أن يعيد ما سرقه إلى صاحبه، فإن عجز عن الوصول إلى صاحب المال أو إلى ورثته من بعده، تصدق به ونوى أجره لصاحبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى