مقال

الدكرورى يكتب عن لا يسأل الشهيد في قبرة

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن لا يسأل الشهيد في قبرة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد وضح لنا النبي الكريم صلي الله عليه وسلم أن الشهيد لا يسأله الملكان في قبره، لأن القصد بسؤالهما، فتنة الميت وامتحانه، والشهيد قد امتحن بأهوال الحرب وفزعاتها، وتعرضه للموت وهو ثابت حتى استشهد، فكان ذلك امتحانا كافيا في الدلالة على قوة إيمانه، وذلك للشهيد المخلص، فعن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون فى قبورهم إلا الشهيد؟ قال صلى الله عليه وسلم ” كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة” رواه النسائى، وإن هذا نموذج عظيم ممن فهم حقيقة الفوز العظيم ألا وهو حرام ابن ملحان، فقد روى البخاري بسنده عن ثمامة بن عبد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك رضى الله عنه يقول.

 

لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال “فزت ورب الكعبة” وتمام الحديث عند البخارى ومسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار، يقال لهم القرّاء، فيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا اللهم، بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا، قال وأتى رجل حراما، خال أنس من خلفه.

 

فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه “إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا” وإن قوله ” فزت ورب الكعبة” كلام يدل على أن قائله قد كان حريصا على الشهادة، فلما حصلت له تحقق الفوز بها فقال فزت، وقوله ورب الكعبة، فهو يمين نشأت عن إيمان منه، بأن الشهادة في سبيل الله فوز، وانظر لعاقبة قوله فُزت ورب الكعبة هذه الكلمة كان مفعولها أشد من السحر، على القاتل الذي قتل الصحابى، فراح يسأل عنها، كيف يفوز، وهو يُقتل؟ ما هذا الفوز؟ فكانت سببا في إسلام جبّار بن سلمى، فعدّ من الصحابة رضي الله عنهم، فلا يحتقر المسلم كلمة يقولها، من أجل الدعوة إلى الله تعالى.

 

تخرج من غير تكلف، وبنية طيبة، فهاهو حَرام بن ملحان قال كلمة عفوية، خرجت من قلب طاهر زكى، فرحا بما أعدّه الله للشهيد، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة” رواه الترمذي، وإن الغبار الذي يصيب المجاهد في سبيل الله فيتسلل إلى جوفه يكون مانعا من دخان جهنم التي وقودها الناس والحجارة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا” رواه النسائى، وكذلك فإن الشهيد لا يفضله النبيون إلا بدرجة واحدة، فعن صفوان بن عمرو أن أبا المثنى المليكي حدثه، أنه سمع عتبة بن عبد السلمى، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

 

يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال “القتلى ثلاثة رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه ولا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة ورجل مؤمن اقترف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فذلك في النار إن السيف لا يمحو النفاق” رواه أحمد وابن حبان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى