مقال

“هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا” 

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا” 

بقلم / هاجر الرفاعي

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الذي لبس المجد وتكرم به بسم الذي تعطف بالعز وقال به بسم الذي خلقنا من سلالة من طين ثم جعل منها الزوجين الذكر والاثني كي يعبدوه حق العبادة ويتقوا وجهه في كل امورهم،، فلو تأملنا في خلق الانسان لوجدناه لم يكن شيئا مذكورا اصلا فما هو الا مجموعة من تراب من جميع الكون تجامعوا وتكونوا معا فنفخ فيهم فجعلوا نطفة ثم خلق الله منهم آدم عليه السلام ثم من آدم زوجه حواء عليها السلام ثم بث منهما رجالا كثيرا ونساءا تطبيقا لقول الله تعالى في سورة الانسان : 

“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا” فجاء في تفسير هذه الاية الكريمة تفسيرات كثيرة ولكن اجمع الكثيرون على ان الانسان في آن من الزمان لم يكن شيء يذكر بل كان لا شيء ثم نفخ الله فيه فجعلة انسانا وخلقا كي يعبدوه ويعمر الارض ففي تفسير الطبري رحمه الله تعالىمن سورة الإنسان: “يعني جلّ ثناؤه بقوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ ) قد أتى على الإنسان، وهل في هذا الموضع خبر لا جحد، وذلك كقول القائل لآخر يقرّره: هل أكرمتك؟ وقد أكرمه؛ أو هل زرتك؟

 وقد زاره، وقد تكون جحدا في غير هذا الموضع، وذلك كقول القائل لآخر: هل يفعل مثل هذا أحد؟ بمعنى: أنه لا يفعل ذلك أحد. والإنسان الذي قال جل ثناؤه في هذا الموضع: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ): هو آدم صلى الله عليه وسلم كذلك.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ ) آدم أتى عليه ( حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) إنما خلق الإنسان ها هنا حديثا، ما يعلم من خليقة الله كانت بعد الإنسان.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، 

عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) قال: كان آدم صلى الله عليه وسلم آخر ما خلق من الخلق.حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) قال: آدم.وقوله: ( حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) اختلف أهل التأويل في قدر هذا الحين الذي ذكره الله في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو أربعون سنة، وقالوا: مكثت طينة آدم مصوّرة لا تنفخ فيها الرّوح أربعين عامًا، فذلك قدر الحين الذي ذكره الله في هذا الموضع، قالوا: ولذلك قيل: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ 

حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) لأنه أتى عليه وهو جسم مصوّر لم تنفخ فيه الروح أربعون عاما، فكان شيئا، غير انه لم يكن شيئا مذكورا، قالوا ومعني قوله تعالى “لم يكن شيئا مذكورا” قال اي انه لم يكن شئ له نباهة او رفعة ولا شرف بل كان طينا لازما وحما مسنونا،، ولكن قال احدهم ان لاتوجد مده معينه للحين فالله جل جلاله لم يذكرة واضحا بل وضعة هكذا بغير توضيح وهذ يدل على ان الانسان في حين من الاحيان لم يكن شيئا مذكورا ولا روح بداخله،، وغير مفهوم من الكلام ان يقال هل اتي على الانسان وهو لم يكن مخلوقا او مذكورا؛؛ فإذا أريد ذاك فكان هل اتي علية * والمقصود هنا ادم عليه السلام واما الحد في هذا الموضع فلا حد يوقف عنده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى