مقال

الدكروري يكتب عن الإبعاد عن الوطن عقوبة للمفسدين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإبعاد عن الوطن عقوبة للمفسدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد جعل الشرع الحنيف الإبعاد عن الوطن عقوبة للمفسدين في الأرض، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم ” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم ” وقيل عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وحنينهم إلى وطنهم مكة المكرمة، بأنه إن كان دعاة الوطنية يريدون بها، ويُعرف علماء القانون الواجب بأنه التزام قد يكون ذا طبيعة قانونية أو أخلاقية، وهو اللفظ المقابل للحقوق التي يحظى بها مواطنو الدولة، والذي يدل على الأخلاق والقوانين التي يجب على المواطن الالتزام بها داخل المجتمع، والتي تتمثل في الوفاء والإخلاص للوطن ومحبة المواطنين جميعا سواء اتفقوا معا أم اختلفوا. 

وذلك بموجب ما يتمتعون به من خيرات مشتركة، وما يتعرضون له من خطر يهددهم جميعا، وبما يجعل الوطن لكل المواطنين، وكذلك المساهمة في خدمة المجتمع المحلي من خلال المشاركة المبادرات التي تعنى بنظافته وإعماره ونمائه وتحقيق التكافل الاجتماعي فيه، وأيضا الحفاظ على أمن الدولة وكف الأذى عن دماء المواطنين وأعراضهم وأموالهم، والاستعداد للتضحية بالأموال والأرواح في سبيل الدفاع عن الوطن، واحترام القوانين وعدم مخالفتها، والدعوة إلى تطبيقها ومجابهة كل من يخالفها، مما ينتج عنه حفظ المجتمع من الفوضى والتخريب، وكذلك أيضا الاهتمام بالاطلاع على القضايا المؤثرة في المجتمع، وعدم التهرب من دفع الضرائب والرسوم، والعمل على بناء الوطن ورفعته كل حسب ما يمتلكه من علم، وخبرة، ومعرفة.

والمشاركة في قضايا المجتمع والدفاع عنها، وواجب حماية الحريات والدفاع عنها، وحماية ممتلكات الدولة ومرافقها العامة وعدم تدميرها، وأداء الخدمات كالخدمة العسكرية، والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد، لحماية الوطن من كل ما يهدد أمنه واستقراره، والمساهمة بشكل إيجابي في رفعة الوطن، باستخدام كل الطرق والوسائل المتاحة، وتضافر الجهود لغرس الانتماء للوطن، وعن سعيد بن زيد قال صلى الله عليه وسلم ” من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ” رواه الترمذى، ويدخل في الشهداء أيضا أموات الجنود المرابطون، فإنهم الذين يسهرون ليلهم في حراسة هذا الوطن والدفاع عنه وحماية منشآته، وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله. 

” عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله ” رواه الطبرانى والبيهقى والترمذى، فكل من مات من أجل التضحية والدفاع عن الوطن فهو شهيد، وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطا، وإن من هذه الشروط هو الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدين، وغصب حقوق الناس، أو من فجّر نفسه، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدا؟ فأجاب نعم مات شهيدا إذا لم يكن عاصيّا بركوبه، وقال في موضع آخر ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدا، فمن مات مضحيا ومدافعا عن وطنه وهو صابر ومحتسب وموحد فإننا نرجو له الحصول على أجر الشهادة. 

فرحمة الله واسعة وفضله عظيم، فمدار الأمر على النية، فقد يكون في الظاهر في سبيل الدفاع عن الوطن وفي الباطن غرضه الدنيا، أو منصب أو جاه أو غير ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى