مقال

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا” 

جريده الاضواء

“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا” 

بقلم / هاجر الرفاعي 

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الذي لبس المجد وتكرم به بسم الذي تعطف بالعز وقال به بسم الذي أوضح وفسر لنا في كتابة الكريم الجزاء بنوعية، الثواب، والعقاب، والجنة والنار والنعيم والسعير وجعل اوامرة بيننا موضحة ومفصله فمن شاء عمل بها ومن لم يشأ فجزاؤة عند ربه،، فمن يعمل صالحا يجزى بالثواب لا بالعقاب وبالنعيم لا بالسعير وبالجنة لا بالنار،، وعلى العكس تماما من يعمل بالنواهي سيكون جزاؤه العقاب والنار والسعير خالدا فيها ابدا،، فالله عز وجل بين وفصل لنا كل كبيرة وصغيرة وترك كل منا يعمل ما يعملة لانه سيقابل الله وحدة فقال الله تعالى:”وكلهم آتيه يوم القيامة فردا”

الذين آمنوا بالله وملائكتة وكتبة ورسله وعملوا الصالحات واجتنبوا النواهي وتقربوا الى الله بكل ما أمر به سيكون ثوابهم الفردوس منزلا لهم وخالدين فيها سيذوقون من النعيم ويشربون من يد المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا” فجاءت التفسيرات مؤكدة ومؤيدة ان الذين يعملون الصالحات ويجتنبوا النواهي ويتقربوا الى الله سيكون منزلهم الفردوس الأعلى خالدين فيه ابدا 

 تفسير السعدي الآية 107 من سورة الكهف: : إن الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، وشمل هذا الوصف جميع الدين، عقائده، وأعماله، أصوله، وفروعه الظاهرة، والباطنة، فهؤلاء -على اختلاف طبقاتهم من الإيمان والعمل الصالح -لهم جنات الفردوس.يحتمل أن المراد بجنات الفردوس، أعلى الجنة، وأوسطها، وأفضلها، وأن هذا الثواب، لمن كمل فيه الإيمان والعمل الصالح، والأنبياء والمقربون.ويحتمل أن يراد بها، جميع منازل الجنان، فيشمل هذا الثواب، جميع طبقات أهل الإيمان، من المقربين، والأبرار، والمقتصدين، كل بحسب حاله، وهذا أولى المعنيين لعمومه، ولذكر الجنة بلفظ الجمع 

المضاف إلى الفردوس، ولأن الفردوس يطلق على البستان، المحتوي على الكرم، أو الأشجار الملتفةوهذا صادق على جميع الجنة، فجنة الفردوس نزل، وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح، وأي: ضيافة أجل وأكبر، وأعظم من هذه الضيافة، المحتوية على كل نعيم، للقلوب، والأرواح، والأبدان، وفيها ما تشتهيه الأنفس. وتلذ الأعين، من المنازل الأنيقة، والرياض الناضرة، والأشجار المثمرة،. والطيور المغردة المشجية، والمآكل اللذيذة، والمشارب الشهية، والنساء الحسان، والخدم، والولدان، والأنهار السارحة، والمناظر الرائقة، والجمال الحسي والمعنوي، والنعمة الدائمة، وأعلى ذلك وأفضله وأجله، التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه، الذي هو أكبر نعيم الجنان، والتمتع برؤية وجهه الكريم، وسماع كلام الرءوف الرحيم، 

فلله تلك الضيافة، ما أجلها وأجملها، وأدومها وأكملها”، وهي أعظم من أن يحيط بها وصف أحد من الخلائق، أو تخطر على القلوب، فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا يصل إلى قلوبهم، لطارت إليها قلوبهم بالأشواق، ولتقطعت أرواحهم من ألم الفراق، ولساروا إليها زرافات ووحدانا، ولم يؤثروا عليها دنيا فانية، ولذات منغصة متلاشية، ولم يفوتوا أوقاتا تذهب ضائعة خاسرة، يقابل كل لحظة منها من النعيم من الحقب آلاف مؤلفة، ولكن الغفلة شملت، والإيمان ضعف، والعلم قل، والإرادة نفذت فكان، ما كان، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى