القصة والأدب

قصة المكتشف الحقيقي لمقبرة توت عنخ آمون الذي ظلمه التاريخ.عائلة رئيس العمال حسين سيد تتحدث لأول مرة عن أسرار الاكتشاف

جريده الاضواء

قصة المكتشف الحقيقي لمقبرة توت عنخ آمون الذي ظلمه التاريخ.عائلة رئيس العمال حسين سيد تتحدث لأول مرة عن أسرار الاكتشاف. كتب أحمد أبو سمك 

:في مدخل مقبرة توت عنخ آمون بالبر الغربي بالأقصر يقف الزائرون أمام صورة قديمة لـ هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون بصحبة أحد العمال ذو الملامح المميزة أثناء فتح تابوت توت عنخ آمون بعد ثلاث سنوات من الاكتشاف التاريخي. 

لم يجل بخاطر أحد من الزائرين أن الشخص الذي ظهر مع كارتر في الصورة هو صاحب الفضل في الاكتشاف. فمن المعروف في علم المصريات أن رئيس البعثة هو صاحب الاكتشاف وهو الأمر الذي حدث مع كارتر.

التقط المصور الإنجليزي هاري بيرتون صورا للحياة اليومية أثناء عملية اكتشاف توت عنخ آمون وظهر هذا العامل في عشرات الصور ببنيانه القوي وشاربه المميز. لم تكن هناك معلومات متوفرة عن هذا العامل وظل هذا الرجل في طي النسيان.عثرت على دليل سياحي يعود لعام 1927 لمؤلفه خوري بك والذي كان يعمل أمينا في المتحف المصري بالقاهرة نشر صورة لهذا الرجل وكتب تعليقا عليها باللغة الانجليزية :«حسين سيد رئيس العمال صاحب الفضل في اكتشاف توت عنخ آمون»وكتب خوري تحت الصورة أنه قابل حسين والتقط له صورة في بيت كارتر وحكي له أسرار اكتشاف توت عنخ آمون .

بدأت البحث في قصة حسين ثم عثرت بالصدفة على كتاب آخر مكتوب بالفرنسية عنوانه «كيمت» أي مصر وكتب مقدمته اتيان دريوتون رئيس مصلحة الآثار المصرية منذ عام 1936 وصدر في خمسينيات القرن الماضي يرصد قصة أحد أبطال الكشف الأثري وصاحب الفضل في الاكتشاف والذي ظلمه التاريخ وتناساه الناس يدعي حسين أحمد سيد رئيس العمال والشهير ب«الريس حسين» في مقبرة توت عنخ آمون ونشر في كتابه رسمة كاريكاتورية لهذا الرجل.لم يكن يوم 4 نوفمبر في مسيرة البحث عن مقبرة توت عنخ آمون كغيره من الأيام، فبعد 5 سنوات من الحفائر لم يتمكن هوارد كارتر وفريقه من الوصول إلى مقبرة توت عنخ آمون .

ويحكي خوري أن كارتر لم يكن متواجدا في مكان الحفائر في هذا اليوم.فقد كان منشغلا بزبارة أصدقائه أعضاء البعثة الأثرية الأمريكية العاملة في منطقة الدير البحري.

أمر كارتر حسين أن يحفر في الجهة الشمالية الواقعة أمام مقبرة رمسيس الرابع لكن حسين خالف تعليمات كارتر وحفر في الجهة الأخرى ووقعت المفاجأة. «لقد عثر حسين على أول درج للمقبرة».بعد عثور حسين على أول درج يقود إلى مقبرة الملك أسرع بإرسال أحد رجاله ليبلغ كارتر والذي أتي على عجل وأمر بتنظيف الدرج

وصف خوري الريس حسين أنه رجل «صعب المراس» حيث خالف تعليمات كارتر له لكن حفرة في المنطقة الأخري أوصله إلى بداية الخيط .

عائلة حسين.كان ذلك الدليل بداية رحلتنا لمحاولة الوصول إلى عائلة هذا الرجل والذي ظل منسيا طيلة الـ 100 عام لم يكن الأمر سهلا للوصول إلى العائلة حيث استغرق الأمر أياما من البحث في الأقصر عن عائلته وبعد عدة محاولات استطعنا الوصول إلى عدد من أفراد أسرته .

وحكي حسان الراوي أبن أخيه وزوج إحدى بناته أن حياة حسين كانت مليئة بالمغامرات والقصص وقد عاش معه سنوات ولمس عن قرب شعور عمه بالحزن لعدم تقديره بالرغم من دوره الكبير في الكشف عن مقبرة توت.

وذكر أن هوارد كارتر لم يعطي حسين مكافاة خاصة كما وعده وهو الأمر الذي أصابه بالاكتئاب حيث عاش ما تبقى من حياته في فقر مدقع في بيت صغير أشبه بالعشة وهو المكان الذي بقي فيه حتى وفاته عام 1966 فهو كان رئيس عمال حر ولم يعين في مصلحة الأثار وكان يعود للعمل في فصول الصيف الذي تتوقف فيه البعثات الأثرية عن الحفر إلى عمله القديم كفلاح.لم يكن حسين يجيد القراءة والكتابة وكان يتفاهم مع كارتر بالإشارة فكان ذكيا ولماحا وشديد التفاخر بقوته البدنية وبشاربه الكبير والذي كان وقتها موضة عصر الملك فؤاد الأول.ويذكر الراوي بأن كارتر اعتاد على عمل حفلات سمر للعمال وخاصة في موسم الموالد التي يحتفل بها أهل القرنة ويقول إن كارتر أحضر فرقة تمارس ألعاب القوى في الوادي صرخ قائدها بصوت عالي أن كان هناك رجلا قوي يستطيع أن يرفعه عن الأرض فتقدم حسين وقال له إن كنت أنت رجل فحاول أنت ترفعني فلم يستطع تحريكه من مكانه فانقض عليه حسين ورفعه في الهواء ثم ألقاه على الأرض ووسط تصفيق العمال وفرحتهم برئيسهم قام كارتر بإهداء حسين خمسة جنيهات كاملة.

واستكمالا لحديثه عن قوة عمه البدنية كشف الراوي بأنه كان يعبر النيل ذهابا وايابا سباحة بيد واحدة حاملا على يده الأخرى ملابسه دون أن تبتل .

وتظهر قوة عضلات حسين في الصور التي التقطت له وهو يحمل بمفرده الآثار الثقيلة للملك توت عنخ آمون . ويظهر إلى جانبه هاورد كارتر متباهيا وحاملا عصاه.

حسين الرجل المظلوم حيا وميتا

كان حسين يتقاضى ريالا في الجمعة- 20 قرشا في الأسبوع- وطوال فترة العمل كان كارتر يهبه بعض المال وقد وعده بمكافأة عام 1936 قبل أن يغادر الأقصر وفوجئ حسين بأن كارتر قد وهب جزء من ميراثه يبلغ 250 جنيه لأحمد قرقار سكرتير كارتر وتناسي وعده له ظل حتى وفاته يكرر هذه القصة وعلق عليه الراوي بقوله:«لقد أعطي كارتر مالا كثيرا لمن لم يكتشف شيئا وتناسي صاحب الكشف».

وذكرت ابنته نفسية بأن والدها حتى لحظاته الأخيرة كان يشعر بالظلم ويردد اسم كارتر متحسرا على خيانته له .

تعرف حسين بكارتر في بداية حفائره الأثرية في الدلتا وقد تزوج في بداية القرن العشرين من سيدة من محافظة البحيرة واستمر يتنقل مع كارتر في حفائره في الأقصر ومع البعثة الأمريكية العاملة في الدير البحري وتذكر إحدى بناته بأنها لا تعرف عدد أخوتها فقد تزوج والدها أربع زوجات .

ويختم الراوي حديثه عن عمه بحادثة وقعت له كانت كفيلة بأن تنهي مسيرته في إدارة كرئيس لأعمال الحفائر أنقذه منها القدر فأثناء عمل كارتر في منطقة ذراع أبوالنجا سقط حسين في بئر عميقة وأنقذه بقية العمال بعد أن أصيب بعدد من الرضوض .

وكتب خوري في دليله السياحي أن حسين قال له إن الوادي لم يفصح بعد عن كل مقابر وبأن كنوزا أخرى سيتم الكشف عنها في المستقبل وهو ما تحقق في السنوات الأخيرة باكتشاف المقابر أرقام 63 و64 و65 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى