مقال

الدكروري يكتب عن إجلال الكبير وتوقيرة

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن إجلال الكبير وتوقيرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن إجلال الكبير من خلال احترامه وتوقيره، هو أمر حث عليه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم حيث أنه صلى الله عليه وسلم قال ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” رواه الترمذى، وعن أبي موسى الأشعرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “إن من إجلال الله تعالى إكرام ذى الشيبه المسلم وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه وإكرام ذى السلطان المقسط” رواه أبو داود، ومعنى ” إن من إجلال الله” أي تبجيله وتعظيمه هو إكرام ذي الشيبة المسلم، أي تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام ، بتوقيره في المجالس، والرفق به، والشفقة عليه، ونحو ذلك، كل هذا من كمال تعظيم الله، لحرمته عند الله” ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الممارسات العملية الحياتية فمن إجلال الكبير بدؤه بإلقاء التحية والسلام عليه.

فقال صلى الله عليه وسلم” يسلم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي” رواه البخاري، ومن إجلال الكبير الابتداء به وتقديمه في الأمور كلها كالتحدث والتصدر في المجالس، والبدء بالطعام، والجلوس، وغير ذلك، فالأولى في الصلاة أن يلي الإمام مباشرة كبار القوم وذوو المكانة والمنزلة العلمية والعمرية أهل العقول والحكمة فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح منا كبنا في الصلاة ويقول ” استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، فقال أبو مسعود، فأنتم اليوم أشد اختلافا ” رواه مسلم، ومن إجلال الكبير تقديمة في الكلام ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تحدث عنده اثنان بأمر ما بدأ بأكبرهما سنا، وقال كبر كبر.

وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي كبّر، فدفعته إلى الأكبر منهما ” رواه مسلم، ومن إجلال كبير السن في الحديث منادته بألطف خطاب، وأجمل كلام، وليس من أدب الإسلام الاستخفاف بالكبير، أو إساءة الأدب في حضرته، أو رفع الصوت بحضرته أو في وجهه بكلام يسيء إلى قدره وعمره، فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أنه قال ” لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالا هم أَسن منى” ومن إجلال الكبير الدعاء له بطول العمر في طاعة الله، والتمتع بالصحة والعافية، وبحسن الخاتمة، ومن بر الوالدين الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما.

ومن إجلال الكبير أن يعيش مكفول الحاجات المادية، يوفر له غذاؤه، ودواؤه، وملبسه، ومسكنه، وأولى الناس بالاهتمام بهذا أسرته وأولاده، فكما رباهم صغارا، يجب أن يكفلوه كبيرا فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ولا يجوز لأبنائه وذويه بحال أن يفرطوا في هذا الواجب، ولا أن يمنوا على والديهم بهذا فهي نفقة واجبة وحق مؤكد، ولقد أوصى القرآن بالوالدين، وخص بالذكر حالة بلوغ الكبر، فقال تعالى ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا” ونهى الله تبارك وتعالى في هذه الآيات عن أمرين ” فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما” ومعنى الاف هو مجرد التأفف والتضجر، والنهر وهو الزجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى