خواطر وأشعار

خواطر ادبية خالد سيد  بقاء الود

جريده الاضواء

خواطر ادبية خالد سيد 

بقاء الود

حين يواسيك أحدهم وترى في عيناه لمعة الدموع وبحة صوت مكبوتة في عمق صدره هو لا يشفق على حالك ولا يتظاهر أمامك بالألم بل من المحتمل إنه عاش حياتاً تشبه حياتك وآلمته 

الجراح التي أصابته تذكر كل شيء من خلالك لم يكن خالياً ولكن كان متخفياً خلف إبتسامة باهتة كشخص يعطيك شيء كنت تتمناه ولن تطاله هو من قبل أصابه ما أصابك الآن وتذوق مرارة العوز وقلة الحيلة هو فقط أراد أن يعطيك أملاً في وسط يأسك وعجزك قد تفرح كثيراً ولا تعرف بأنه أعطاك كل ما يملك وهو في قمة السعادة لمجرد رآك سعيداً ظننت إنه يمتلك أكثر منك وهو وهبك كل ما لديه البعض يظن إن العطاء هو تقديم الاشياء الثمينة والمال أو يقوم بدعوتك على مائدة فاخرة من الطعام والشراب أو يهديك ذهباً أو حريراً هي متاع وتنقضي ولكن هو لربما يكون بحاجة أن تشاطره آخر ماتمتلك من صبرك تشاركه همومه ومتاعبه تحمل عنه كتف .وتكمل معه مسيرة الطريق تعيد له بصيص الأمل بكلمة طيبة ونظرة معطائة تعطيه صدق المشاعر ويهبك كل ماتبقى لديه من أمل تشاركه أواخر إبتسامته الحائرة بين الدموع قبل أن يعتزل بيأس طويل هذا ما كان يريده فقط علينا أن نحسن الظن ونلمس القلوب ونتحسس ما تخفي وراءها ونستقبل ما تحتاجه من ود وألفة تلك .العطايا التي لا تقدر بثمن قد يكون من أعطى المال والمتاع بائع متجول كل يوم له طريق مختلف يعطيه شيء ليس بحاجته ويذهب أو يكون حطاباً يقوم بقتل الأشجار في كل .صباح ليعود مساءاً يبيعها لشتى الأشخاص البعض يحرقها مصدراً للدفئ والآخر يبني بيتاً وجسراً .لكن هو بغنى عن كل هذه التكاليف يحتاج القليل من الثقة والأمان لا بد إنه كان يحتاج لشخص يقرأ ما في داخله ويشعر به ليس شرطاً أن يكون شاعراً يكتب القصائد من أجله. يريد فقط شخصاً يلمس حقيقة أمره عطاء بسيط وغير باهض .لم يكن يحلم بشخص يجني ثمار أتعابه في كل ليلة ويأتي الصباح ليهدي حصاد عمره وشقائه لغيره هو كان حلمه وكل ما يطلبه أن يجد إنسان بين كل هذا الكم الهائل من الهمجية المفرطة

خالد سيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى