مقال

السماوات السبع سؤال جدلى يجيب علية القرآن الكريم

جريدة الاضواء

السماوات السبع سؤال جدلى يجيب علية القرآن الكريم                       

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

• حيث يقول أحد السائلين… أين هي السموات السبع؟..وإذا كان العلماء يتحدثون عن الفراغ بين النجوم وعن المجرات وعن الدخان والغبار الكوني وغيرها من النيازك ومذنبات وأشعة كونية… فأين السماء؟

• صديقى السائل …️القرآن يفرِّق بين النجوم وبين السماء، يقول تعالى..

﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾[الملك5]. 

️وهذا يعني أن السماء الدنيا مزيَّنة بالنجوم، والسماء ككل هي بناء محكم لأن الله يقول..﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾. [البقرة22]. 

️وهذا البناء شديد وقوي لأن الله يقول في آية أخرى..﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ [النبأ 12]. 

️أما المجرات والنجوم فهي تشكل نسيجاً تم حبكه بإحكام، وذلك لقوله تعالى..﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات7].

• من هذه الصفات نستطيع أن نقول إن السماء ليست الفراغ بين المجرات، والسماء ليست الكون أو Universe بل هي بناء قوي يسيطر على الكون وتتوسطه النجوم والمجرات وتسبح عبره. 

وهذه المواصفات تنطبق على ما يعتقد العلماء بوجوده ويسمونه المادة المظلمة Dark Matter ويقولون إن الكون مليء بالمادة التي لا نراها وهي تشكل أكثر من 96 % منه، وهي قوية جداً و تشكلت مباشرة بعد نشوء الكون من الدخان والغازات الناتجة عن الانفجار الكبير.

•ونحن نقول لا يوجد إنفجار بل هو فتق ورتق كما حدثنا القرآن عن ذلك بقوله﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنبياء 30]. 

️فقد خلق الله الكون من كتلة إبتدائية واحدة ليدلنا على أن الخالق واحد!..ثم إنفلقت وتفتق عنها الذرات وتشكل الدخان الكوني الذي تكثَّف فيما بعد وشكل السماء الأرض بأمر الله تعالى.. يقول عز من قائل ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾[فصلت 11-12].

• والقرآن يا أصدقائي دقيق جداً في تعابيره …فبعد تأمل طويل في آياته وجدتُ أن القرآن لا يأمرنا أن ننظر إلى السماء مباشرة بل أن ننظر إلى ما تحويه السماء يقول تعالى.. ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس 101]. 

وعندما يطلب من البشر أن يتأملوا السماء يأمرهم أن يدرسوا بناءها وكيف بُنيت، يقول تعالى ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾.

• ولذلك خلاصه القول:

١- السماء ككل تحيط بالكون بل وتملأ الكون ولكننا لا نراها إنما نستطيع معرفة الكيفية التي بنيت بها، وكيف رفعها الله تعالى وفق قوانين الجاذبية المحكمة، وأن كل ما نراه هو النجوم والمجرات التي تزين السماء.

٢- قد يتطور العلم يوماً ما ونتمكن من رؤية السماء، فلا يوجد آية تمنع من حدوث مثل هذا الأمر، والأمر مرهون بمشيئة الله تعالى القادر على كل شيء، فكما أنه عز وجل سمح للبشر أن يخرجوا خارج الغلاف الجوي كذلك قد يمكنهم من رؤية السماء، ولكنهم لن يستطيعوا الخروج من أقطارها، فالله تعالى يقول: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن: 33].

٣- إن كل الحقائق الكونية التي كشفها العلماء لا تتناقض أبداً مع ما جاء في القرآن الكريم.

وجميع الآيات جاءت متفقة مع العلم الحديث.فلا يوجد أي تناقض بشرط ألا نخلط بين مفهوم الكون .

وهو كل شيء موجود من نجوم ومجرات و الكواكب… وبين مفهوم السماء وهي مادة قوية تشكل بناء محكماً وتنتشر في الكون.بينما كل مانراه هو جزء فقط من السماء الدنيا.فما بالك ببقيه السماوات!!

أظنك الآن علمت أجابه السؤال وأنك لا تكاد تبصر جزء بسيط من السماء الأولى المزينه بنجوم لا تنتهى.ويؤكد ذلك أقوى تلسكوبات البشر الآن …

فلا سبيل مادى اليوم يتيح لك معرفه السماوات.وانت لم تتجاوز أول سماء..مازلت على الأعتاب فقط …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى