مقال

نشوي شطا تكتب :النموذج الإدراكي (الباراديغم)

جريدة الاضواء

نشوي شطا تكتب :النموذج الإدراكي (الباراديغم)

يمكن ترجمة مصطلح البارادايغم حسب (باللاتينية: Paradigma) بأنه (النموذج الفكري) أو (النموذج الإدراكي) أو (الإطار النظري)

وقد ظهرت هذه الكلمة منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين في اللغة الإنجليزية بمفهوم جديد ليشير إلى أي نمط تفكير ضمن أي تخصص علمي أو موضوع متصل بنظرية المعرفة «الإبستيمولوجيا».

يقترن صنع القرار بالجانب غير المادي في الفرد ، من حيث تأثير وعيه بالأحداث وتفسيرها، واحتمالات التصرف، والقناعات الراسخة ، وكل ما يتصل بالجانب الذهني في العملية القرارية ، هذا الجانب هو ما يتحدد في علم السياسة بالإدراك ، الذي يعد مثار بحث واهتمام في حقل العلاقات الدولية، وذلك بالتركيز على صناع القرار من ناحية إدراكاتهم.
لقد ساهمت التطورات التي حدثت خلال القرن العشرين على الساحة الدولية ، إضافة إلى النقلة النوعية في ميدان العلم ، وعلى صعيد الأبحاث السياسية في نقل الاهتمام نحو الفرد ، ودراسة الجوانب التي كانت تعد خفية من شخصية الأفراد ، وشرح الارتباطات القائمة بينها ، وبين صيرورة الأحداث ، وطبيعة القرارات المتخذة ، ومن خلال هذه الدراسة اتضح كيف أن إدراك صانع القرار يمثل حلقة رئيسة في الهيكل القراري ، ويتأثر هذا الإدراك بما يتصل بالموقف القراري من جهة ، وبشخصية صانع القرار من جهة ثانية.

توصّل الدكتور عبد الوهاب المسيري إلى فكرة «النموذج» هذه بعد رفضه لما يسميه بالموضوعية الفوتوغرافية التي هي في رأيه «نموذج تحليلي يذهب إلى أنّ المعرفة عملية تراكمية تتكوّن من التقاط أكبر قدر ممكن من تفاصيل الواقع المادي كما هو تقريبا بصورة فوتوغرافية وإدراجها في البحث أو الدراسة دون ربط بين المعلومات ودون محاولة تجريد أنماط منها»

مفهوم الباراديغم أو النموذج الإدراكى :

لذا يطلق على الباراديغم «نظّارة العقل» أو هو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة .. والباراديغم حاكم للتغيير في كل مراحله .. وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها .. وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر .. لذا لعلنا نستخلص التالي :
1- إن ما نراه ما هو إلا جزء صغير من كلٍّ كبير.
2- إن ما ندركه ليس بالضرورة حقيقة مطلقة.
3- إن لكل موقف زوايا نظر متعددة وكلها صحيحة.
4- تتغير القناعات بتغيير الإدراك .. ويتغير الإدراك بتغير المعرفة والخبرات.
5- لن نفهم الآخرين ولن نكسبهم إلا عندما نفكر بالطريقة التي يفكرون بها.
6- يجب أن نوسع دائرة استيعاب الاختلاف حتى نحتوي الكثير من المواقف.
7- البراديغم فردي وجماعي ويشمل خبراتنا الشخصية وعاداتنا وتقاليدنا الجماعية وكلاهما نقطة في هذا العالم الكبير.
8- مراجعة وتغيير البراديغم بعد كل فترة مهمان لمواكبة التغيرات من حولنا.
..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى