القصة والأدب

في ليلة شتاء

جريدة الاضواء

في ليلة شتاء

بقلم : مها السبع 

كانت بداية طفولتي تملاء الأرجاء تأخذني أمي للحقول الخضراء مابين السواقي وهدير الماء تقطف لي من أشهى ثمار الطعام نظل نلعب ونفرح تحت أمطار الشتاء حتى تذوب حبات التراث ونشتم رائحة الأمطار حين غروب الشمس نذهب لمنزلنا 

   في ليلة شتاء 

تضيئها الإبتسامة بوسط الظلام تنير أمي لمبة جاز تعطينا ضوء الشموع الخافض ودفء المكان تنير موقد نار وتقدم لنا الطعام وفي سرور نشاهد نور القمر يتسلل إلينا من شرفة المنزل ننظر له وتسافر بنا الأحلام لا نريد يغيرنا شئ من الزمان 

 في ليلة شتاء 

قد يدق الباب ويأتي الأقارب والأحباب وتقديم الحلوى والشراب 

ويحاكو ذكرياتهم بالضحكات ولا وجود لكلمات الآهات بسطاء فيهم العفة والكبرياء نسمع لهم باهتمام وما أجمل الحكايات 

يأتينا المنشد ويزين الليلة بسيرة نبينا المختار نردد معه وتحضرنا ملائكة الرحمن 

 في ليلة شتاء 

 بساعات الليل المتأخره تغيب الغيوم والطفولة لا تنام بالقرب منا نخيل وأشجار نسمع صوت المحبين لا يشعرونا ببرد الشتاء يتغنونا بلحن الحب والوفاء 

في ليلة شتاء 

ويصيح الديك صيحة غناء ويلوح الفجر بالأذان 

والمساجد مليئة مثل الأعياد  

والصباح أتى والنور ضياء 

وتنشد عصافير النهار 

ما أجملك ليلة شتاء

تسربت لنا الأشواق بلقاء

عودي كما يعود النهار بعد ظلام 

عودي كما ينادي المنادي كل صلاة 

لا تودعينا فتموت فينا البراءة والحنين 

ياسطور العمر ياذكرى السنين 

  نتمنى اللقاء في ليلة شتاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى