مقال

الدكروري يكتب عن إعتناء الإسلام بالمرافق العامة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إعتناء الإسلام بالمرافق العامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد نهي الإسلام عن أكل أموال الناس بالباطل فبهذا يقي الله سبحانه وتعالي المسلم من الكسب غير المشروع بمشروعية التجارة، فاتقوا الله عباد الله وطيبوا كسبكم تقبل أعمالكم، واعلمو، أن من المداخل الخطرة للشيطان على الناس في قضية الكسب الحرام أن الشيطان يحصرها له في أنها مجرد ذنب يمكن أن يتوب منه والله تواب رحيم وأنه يمكن أن يطهر ذلك الكسب بالصدقة منه، ولكن الكسب الحرام لا تطهره الصدقة ولو تصدق الرجل بجميع كسبه لأن الله عز وجل طيب ولا يقبل إلا طيبا، وإياكم والمرافق العامه، فإن المرافق العامة هى كل ما يدار من قبل الدولة من هيئات، ومؤسسات، وغيرها، حيث تعمل هذه الجهات المختلفة على تقديم الخدمات العامة لكافة المواطنين في الدولة، سدا لاحتياجاتهم، وإدارة لشؤونهم، ورعاية لمصالحهم.

وبعبارة أخرى يمكن القول أن المرفق العامة هي كل ما ينتفع المواطنون منه بشكل مستمر، وكما يسعى الإنسان بشكل عفوي وتلقائي إلى المحافظة على الأغراض والأماكن التي يمتلكها بشكل شخصي فإن من حق الدولة على كل مواطن الاهتمام بنظافة هذه المرافق والأماكن العامة، والحفاظ عليها، وعدم إلحاق أي أضرار بها، والحرص على أن تبقى خالية من كل ما يشوه مظهرها أو يعرقل سير العمليات فيها، ويدخل تحت إطار الأماكن العامة كل من الشوارع، والأرصفة، والمناظر الطبيعية أيضا، وتخصص الدولة مبالغ طائلة من ميزانيتها العامة لاستثمارها فيما يخدم المواطنين ويحقق رفاههم عن طريق إنشاء الممتلكات العامة والعمل على صيانتها بشكل دوري، ولهذا فإن في محافظة الأفراد على هذه الممتلكات من التخريب.

ضمان لاستمرارية انتفاع الأفراد من هذه المرافق الضرورية، كما أن تلك الأموال التي كانت ستخصص لإعادة صيانتها بعد التخريب مثلا ستستثمر في مشاريع اقتصادية ذات فائدة وجدوى للمواطن، بالإضافة إلى أن بقاء هذه المخصصات العامة سليمة وخالية من الخراب يعكس وجها مشرقا عن الدولة ووعي الأفراد فيها مما يزيد من فرص الجذب والاستثمار السياحيين، ويجب على المواطنين الحفاظ على الممتلكات العامة بالقيام ببعض الممارسات التي تخضع لقوانين الدولة، ومنها المحافظة على بعض مناطق الشارع العام، التي تعتبر تمهيدا لدخول الملكيات الخاصة كالأرصفة، وأماكن الأشجار والأزهار، والأزقة الضيقة التي تستخدم لمرور الناس، وعدم استغلالها أو التعديل عليها إلا بتصريح من الجهات المسؤولة.

وكذلك زراعة الأشجار في الملكية الخاصة وفق المعايير الزراعية التي تحددها الدولة، إذ يجب تقليم الأشجار أو إزالتها إذا لزم الأمر، في حال تسببها في إعاقة حركة السيارات مثلا، وأيضا التخلص من النباتات الضارة والنفايات، والتنظيف الدوري للأماكن سواء العامة أو الخاصة من المخلفات والقمامة، وعدم الانتظار لحين تراكم النفايات فيها، والحفاظ على المجاري الجانبية، حيث يقوم المواطنون بتشييد وصيانة خطوط الصرف الجانبية، وشبكات الصرف الصحي الخاصة بهم، وفق القوانين المعتمدة، حيث تتم أعمال تجهيز وصيانة المجاري الجانبية في حدود الطريق العام بتصريح رسمي، وبمساعدة مقاول مرخص في هذا المجال لكي يتمكن من إنجاز عمله بشكل قانوني، والمحافظة على نظافة الشوارع والأماكن العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى