مقال

ليُدخلنّهم مدخلا يرضونه

جريدة الاضواء

ليُدخلنّهم مدخلا يرضونه
بقلم / هاجر الرفاعي
إن الله سبحانه وتعالى يجازي الذين يتبعون أوامرة بجنات النعيم التي يحلُم بها الكثير منا وربما يدعوا الله بها في كل سجدة فأوامر الله كثيرة ومنها القتال في سبيل الله من أجل الشرف والعرض والدين والحفاظ على الوطن وأرضة وأهلة وعدم السماح لأي عدو بالدخول فيها والتمتع بخيراتها اؤلئك المهاجرين والمقاتلين في سبيل الله سيجازيهم الله بأحسن ما يتوقعون سيدخلهم مدخلا كريما يرضونه ويسعدون فيه تطبيقا لقول الله تعالى قال تعالى: “وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ

قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * “لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ” *ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُور* فالله سبحانه وتعالى خير الرازقين يرزق من يشاء بنعيمة وجناته العليا للذين ٱتبعوا اوامرة من الصلاة وحتتى القتال في سبيل الله فيجب علينا جميعا أن نكون ممن يجازيهم الله بالجنات العلا والمداخل التي نرضى أن تكون هي منازلنا فهذه الايات الكريمات توضح وتبين مدى رحمة الله

وجزانه للذين اتبعو الحسنى في الدنيا كما جاء في تفسير السعدي رحمه الله:حيث قال: “هذه بشارة كبرى، لمن هاجر في سبيل الله، فخرج من داره ووطنه وأولاده وماله، ابتغاء وجه الله، ونصرة لدين الله، فهذا قد وجب أجره على الله، سواء مات على فراشه، أو قتل مجاهدا في سبيل الله، { لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا } في البرزخ، وفي يوم القيامة بدخول الجنة الجامعة للروح والريحان، والحسن والإحسان، ونعيم القلب والبدن، ويحتمل أن المعنى أن المهاجر في سبيل الله، قد تكفل برزقه في الدنيا،

رزقا واسعا حسنا، سواء علم الله منه أنه يموت على فراشه، أو يقتل شهيدا، فكلهم مضمون له الرزق، فلا يتوهم أنه إذا خرج من دياره وأمواله، سيفتقر ويحتاج، فإن رازقه هو خير الرازقين، وقد وقع كما أخبر، فإن المهاجرين السابقين، تركوا ديارهم وأبناءهم وأموالهم، نصرة لدين الله، فلم يلبثوا إلا يسيرا، حتى فتح الله عليهم البلاد، ومكنهم من العباد فاجتبوا من أموالها، ما كانوا به من أغنى الناس” -تفسير السعدي الآية 59 من سورة الحج: “{ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ } إما ما يفتحه الله عليهم

من البلدان، خصوصا فتح مكة المشرفة، فإنهم دخلوها في حالة الرضا والسرور، وإما المراد به رزق الآخرة، وأن ذلك دخول الجنة، فتكون الآية جمعت بين الرزقين، رزق الدنيا، ورزق الآخرة، واللفظ صالح لذلك كله، والمعنى صحيح، فلا مانع من إرادة الجميع { وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ } بالأمور، ظاهرها، وباطنها، متقدمها، ومتأخرها، { حَلِيمٌ } يعصيه الخلائق، ويبارزونه بالعظائم، وهو لا يعاجلهم بالعقوبة مع كمال اقتداره، بل يواصل لهم رزقه، ويسدي إليهم فضله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى