مقال

الدكروري يكتب عن عاره يهدم البيوت الرفيعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عاره يهدم البيوت الرفيعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن في الشريعة الإسلامية السمحه نصوصا كثيرة وافية في تنظيم المعاملات بين الناس في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إن أطول آية في القرآن الكريم كانت في المعاملة بين الناس في بيعهم وشراءهم، الحاضر والمؤجل وبيان وسائل حفظ ذلك من كتابة وإشهاد ورهن، وأن الشريعة تنظيم للعبادة وتنظيم للمعاملة وإن في العبادات أمرا ونهيا وفي المعاملات أمرا ونهيا وفي العبادات ترهيب وترغيب ووعد ووعيد وفي المعاملات ترغيب وترهيب ووعد ووعيد، فعلى المؤمن إن على المؤمن أن يسير في عباداته على الحدود الشرعية من غير تجاوز ولا تقصير وكذلك يجب عليه أن يسير على الحدود الشرعية في معاملة الناس من بيع وشراء وتأجير واستأجار وإرهان وارتهان وبذلك وأخذ وغير ذلك لأن الكل شريعة الله.

فالإنسان مسؤول عن معاملاته كما هو مسؤول عن عبادته، واعلموا أن الزنا عاره يهدم البيوت الرفيعة، ويطأطئ الرءوس العالية، ويسود الوجوه البيض، ويخرس الألسنة البليغة، ويبدل أشجع الناس من شجاعتهم جبنا لا يدانيه جبن، ويهوي بأطول الناس أعناقا، وأسماهم مقاما، وأعرقهم عزا إلى هاوية من الذل والازدراء والحقارة ليس لها من قرار، وهو لطخة سوداء إذا لحقت تاريخ الأسرة، كما هو عار يطول عمره طويلا، وأما عن موضوع إخبار زوج المرأة بهذا الأمر، فالواجب على المسلم أن يتحلل من ظلمه لأخيه المسلم ما استطاع لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” من كانت عنده مظلمة لأخيه، فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات أخيه، فطرحت عليه ” رواه البخاري.

فإن لم يستطع أن يتحلله، أو خاف من مغبة ذلك، أو أن يترتب على إخباره شر أكثر كما في تلك الحال، فعليه أن يستغفر له، ويدعو له، لأن حقوق العباد إن لم يأخذوها في الدنيا، فسوف يأخذونها حسنات يوم القيامة، أو يحمل الجاني عنهم من سيئاتهم، وإن تقوى الله عز وجل وحسن الخلق من أعظم أسباب دخول الجنة، ومن فضائل التقوى أنها تقي العبد عذاب الله يوم القيامة، لقد أمرنا الله عز وجل بالتقوي والخشية منه تعالي، ويحكي أنه كان هناك تاجر قماش له محل وبضاعة يتاجر فيها، فأتت إلية امرأة لتشتري منه فأعجب بها الرجل وزينها له الشيطان، فما كان من هذا التاجر غير أنه مسك يدها، فقالت له هذه المرأة اتقي الله، وأثرت تلك الجملة في البائع فترك يدها وقال لا خير في يوم يبدأ بالحرام وأغلق محلة وتوجه إلي منزله، فعندما دخل بيتة وجد زوجته تبكي.

فقال لها ما يبكيك؟، فقالت له “كان السقا هنا يملئ الماء ومسك بيدي، فقلت له اتقي الله فاستغفر الله ومشي، فقال التّاجر مقولته تلك المشهورة “دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا” وقد أحاطت الشريعة الإسلامية الإنسان المسلم من الوقوع في فاحشة الزنا بعدة موانع وحجب، تحول بينه وبين قربان الفاحشة وانتهاك حرمات الله تعالى وذلك حماية للمجتمع المسلم من الوقوع في براثن الغواية، والولوج في لجة الفاحشة التي لا تزيد المجتمع إلا تفسخا وانفلاتا فحرم الله تعالى النظر إلى ما حرم الله من النساء الأجنبيات، فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، يرشق إلى قلب ابن آدم فيصيب قلبه وتتحرك نوازعه الداخلية تجاه ما رأى، وهكذا يشرع قلبه في التعلق وعقله في التخيل، ثم تتحرك جوارحه، فتسعى قدمه إلى الحرام، من خلوة واختلاط، وتتطلع يده إلى اللمس الحرام بالمصافحة والملامسة، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى