مقال

الحق والعدل

جريدة الاضواء

الحق والعدل

بقلم/سارة السيد شحاتة

الحق والعدل هما من صفات المولي عز وجل ومن أسمائه الحسنى ونحن مطالبون بهما في معيشتنا فلايمكن تحقيق السعادة البشرية إلا بتحقيق التوازن بينهما

فالحق كلمة جامعة لكل أنواع الخير ومانعة لكل أنواع الشر وسبحانه وتعالي هو الحق المطلق والحق يقتضي العدل

والحق واحد لايتغير بتغير الدليل عليه أو حتي عندما ينعدم وجود الدليل بينما العدل هو مرتبط ارتباطا وثيق الصلة بالدليل وجودا وعدنا

والعدل له وجوة كثيرة وقد يتعدد في نفس المسألة الواحدة ومثال علي ذلك فقد يرفع الإنسان منا قضية معينه مطالبا آخر بمبلغ مالي قد اقترضة منه حقيقة ولايملك الدليل على ذلك فقد تقضي المحكمة بالبراءة لعدم قيام الدليل فهذا عدل وليس حق

فإذا كانت العدالة وهي الضمير فهي أيضا عدم الانحياز والمساواة بين الجميع حيث أنه بالعدل يحظي القوي والضعيف بنفس المعاملة أما الحق فهو مشمول أوسع من العدل فحضارة الإنسان وتاريخه ومستقبله رهن كلمة حق وصدق فبالحق نعيش ونحي

فكل حق هو عدل وليس كل عدل هو حق والحق يعلمه الله وحدة وقد يعلمه بعض عبادة

فالدين حق والقرآن حق والساعة حق وماكان الدين إلا لإحقاق الحق وإبطال الباطل

ولنا في قصة نبي الله يوسف عليه السلام من العبر حيث تعرض لظلم بين علي يد إخوته ومع ذلك أكرمهم وأحسن اليهم دون أن يتعرفوا عليه وبعد ذلك فقد إستسلموا للحق بعدما علموا هويته

جميعنا مطالبون بالحق والعدل وننسي أننا نحن من يخفق في تحقيق تلك المطالب لأننا نخلط بين الحقوق والواجبات نطالب بحقوقنا ونغفل عن تأدية واجبنا

ونحن مطالبون بقول وفعل الحق ولكن قد نجد أن هناك من يغضب من ذلك رغم علمه بما يقال إنه الحق حيث قد يكشف عوارا بهم قد يؤثر عليه وعلي مكانته الإجتماعية فيثور علي الحق

وإعطاء الناس أكثر مما يستحقون يعتبر إنتهاكا لحقوق الآخرين وإنقاصهم لحقوقهم وإغتصابا للحق وإخلالا بالعدل

فالحق أشمل من العدل ويحضرني قول سعيد إبن سويد في خطبته بحمص أن للإسلام حائطا منيعا وبابا وثيقاً فحائط الاسلام هو الحق وبابه هو العدل ولايزال الإسلام منيعا ما إشتد السلطان وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ولكن قضاءا بالحق وأخذا بالعدل

فالحق هو القانون الشرعي الذي يحكم جميع تعاملاتنا بينما العدل هو المساواة بدون تفاوت في تطبيق الحق وجميعنا مطالبون بأن يحصل كل انسان علي حقه وبعد ذلك سيسود العدل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى