مقال

الدكروري يكتب عن الحرب الشرسة على الإسلام وأهله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحرب الشرسة على الإسلام وأهله

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

ربما تملك مالا ولكنه لا يغني، ربما تملك زوجة ولكنها لا تعفو، وربما تملك دستورا وضعه أفضل الحكماء على أهل هذه الأرض ولكنه لا يصلح، ولكن الذي يسعدك ويصلحك أن تكون إرادتك تابعة لإرادة الله عز وجل حتى تنعم بعطاء الله عز وجل، فالذين يريدون التمكين في الأرض، والذين يريدون أمنا في الأرض وسعة ورغدا، كل ذلك لابد أن يكون تبعا لإرادة الله وتبعا لشرعه عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه “لحدّ يقام في الأرض خير لأهلها من أن يمطر أربعين صباحا” أى حد واحد يقام في هذه الأرض خير لك من الرزق والسعة والمعاش ” ويأمر الله السماء أن تتفتح ببركاتها، ويأمر الله الأرض أن تتفتح ببركاتها، ويحيط بك الخير من جميع الجوانب، ومن فوقك ومن تحتك، من أجل ماذا؟ من أجل إيمانك وتقواك. 

ومتابعتك لشرع الله، وشرع الله، هو كتاب الله، وهو سبب كل خير وفلاح ونجاة، فأي دستور غير دستور كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ هكذا لابد أن نسمع بأذن صاغية، ولابد أن تميز بعقل الحق، بين الحق والباطل، هذه الحرب الشرسة على الإسلام وأهله لابد أن يكون لها صدى من العقلاء والحكماء، لا تكن أبدا مغيبا عن دين الله وشرعه، لا تكن أبداً مغيبا عن طريق الله عز وجل، أرشد إلى كتاب الله وأرشد إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تفلح وتؤجر، فإننا لا نسد الأبواب التي تأتينا من الخارج أو الداخل، فإننا لا نمنع أن نستورد أي شيء ينفعنا في أمر دنيانا ومعايشنا، فالحكمة ضالة يأخذها أينما وجدها، ولكننا نمنع أن نستورد دستورا يخالف دستور كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن القوم كانوا في القديم قبل الإسلام كانوا في ضياع.

وفي خوف وفي هلاك، فذكرهم الله عز وجل بعد الإسلام بقوله تبارك وتعالى فى سورة الأنفال “واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون” فكانت المؤاواة وكان النصر، وكان العز، كل ذلك كان تبعا لموافقتك لشرع الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن هذه الحرب الشرسة لن تدوم أبدا، فإن الله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين، وأن هذا لا يؤثر على أهل الإسلام، ولا يؤثر على المشايخ، ولا على الحكماء ولا على العقلاء، فإنهم يكفيهم فخرا وشرفا أنهم يعرفون أنهم على الحق، وإن الله لم يخلق الخليقة عبثا ولم يتركهم هملا، وإنما خلق الخلق من أجل عبادته، وإقامة دينه، وإحياء شريعته، وجعلها واقعا تحكم الناس وتسوسهم، فيعيش الناس في ظلها.

ويستظلون بعدلها، ويستضيئون بنورها، ويحيون بإقامتها وتطبيقها، فالله سبحانه وتعالى جعل الخليفة حتى يصلح ما أفسده الناس، ويفصل بينهم في المظالم، ويردعهم عن المحارم والمآثم، ولهذا سألت الملائكة عن الحكمة في خلق البشر، مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فكأنهم يقولون إن كان المراد عبادتك يا رب فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك، أى نصلي لك، فهلا وقع الاقتصار علينا؟ فقال الله تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال “إنى أعلم ما لا تعلمون”أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم، فإني سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعبّاد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون له والمحبون له تبارك وتعالى، المتبعون رسله الكرام صلوات الله وسلامه عليهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى