مقال

الناس في نظر القرآن

جريدة الاضواء

الناس في نظر القرآن

يكتبه / محمد شبكة

مكتب الشرقية

الناس في نظر القرآن ثلاثة أقسام

١ – مسلمون وهم المؤمنون بجميع رسل الله وكتيه ، وقائمون من الدين على طريق الفطرة والإعتدال .

٢ – أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، الذين لهم كتاب سماوي .

٣ – المشركون والوثنيون والملحدة من سائر الأمم .

وقد جاء القرآن بأحكام عامة تشمل كل الاقسام ؛ وأحكام خاصة تخص كل منها على حدته .

أما تلك الأحكام العامة فهي أنه تعالى رب العالمين كلهم ، أى مربيهم ومتوليهم بالتهذيب ، فهو إن أرسل رسولاً لأمة ، فإنما يرسله لأفرادها كافة ، لا لأسرة دون أسرة ، ولقد خاطب الله الناس كافة ، طائعهم وعاصيهم ، فقال 

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبِّكُم وَأَنزَلنا إِلَيكُم نورًا مُبينًا﴾ [النساء: ١٧٤]

فمن أجاب داعى الله خصه بالكرامة ، ومهد له أسباب السلامة ، كائناً من كان ، عبدا أو حرا ، غنيا أو فقيراً ، شريفاً أو ضعيفا ، ومن عاصاه وشاقه ، أبلغ له في الملامة ، وأنذره بالندامة يوم القيامة ، ومما يدل على شدة عناية الله بجميع عباده على السواء أن اكثر الكلام الإلهي موجه إلى الكافرين والعصاة ؛ ترغيبا وترهيبا ، ووعدا ووعيدا ، للإستمالة والتقريب .

فالمسلم مطلوب منه التخلق بأخلاق الله ، يجب عليه أن ينهج هذا المنهاج في معاملة الخلق ، فلا يألوهم نصيحة ، ولا يدخر عنهم موعظة ، فقال تعالى ( ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بثمن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [النحل: ١٢٥] .

ومن تلك الأحكام العامة العدل ، فإن الله شامل جميع عباده في ظلال عدله ، فلا يظلم أحد ، لا فرق بين مسلم وكافر ، فمن عمل صالحا للدنيا وجد فيها ، ومن عمل صالحا للآخرة وكان مصيبا انتهى إليها وتمتع بثوابها.

لذلك نرى من الناس من هو كافر وهو متمتع بخير الدنيا ؛ مغمور في نعيمها ، ومنهم من هو مؤمن به ، ولا يجد قوت يومه ، كل ذلك أثر من آثار عدل الله ، فإن الأول وإن كفر في عقيدته ، فقد احسن في إدارة أعماله ، وإتقان اسلوبها ، فأثابه الله على قدر اجتهاده ، وأما الثاني فإنه وإن آمن بالله حتى وصل إلى مرتبة الصديقين ، إلا أنه اهمل إتقان عمله ، فلا يجني من وراء ذلك إلا العدم ، فقال تعالى ( كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) .

هذا العدل صار بين الأمم في مجموعها كما هو صار على الاشخاص على إنفرادها ، فإن الأمة الكافرة إن جدت واجتهدت ونهجت نهج النظام ، والاعتدال في أمورها ، وصلت من الرفعة إلى أعلى مقام ، ولا يمنعها الله بسبب كفرها ، أن تسود على أمة مؤمنة ، إن كانت لا تساويها في النظام ، لأن الله منزه عن المحاباة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى