مقال

يوم الجمعة

جريدة الاضواء

يوم الجمعة

بقلم : أشرف عمر

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

*{ ما علَى أحدِكُم إن وجَدَ سَعةً أن يتَّخِذَ ثوبينِ لِجُمعتِه سوى ثوبي مِهنتِه }.*

حديث صحيح رواه ابن حبان، وصححه الألباني في صحيح إبن ماجه.

*شرح الحديث:*
يومُ الجُمعةِ يومٌ عظيمٌ، وهو خيرُ أيَّامِ الأسبوعِ، وفيه يجتمِعُ المُسلِمونَ للصَّلاةِ، وقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّطهُّرِ والتَّطيُّبِ وتَحسينِ المَظْهرِ في هذا اليومِ، وخاصَّةً عند صلاةِ الجُمُعةِ.

وفي هذا الحديثِ تخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خطَبَ النَّاسَ يومَ الجُمُعةِ”، أي: في يومٍ مِن أيَّامِ الجُمَعِ في المدينةِ النَّبويَّةِ، “فرأى عليهم ثِيابَ النِّمارِ” وهي ثيابٌ مُخطَّطةٌ مِن مآزِرِ الأعرابِ، كأنَّها أُخِذَت مِن لونِ النَّمِرِ؛ لِمَا فيها مِن السَّوادِ والبياضِ. وقيل: هي بُردةٌ مِن الصُّوفِ تلبَسُها الأعرابُ، وكان فيها قِصَرٌ، وإذا عَرِقَ فيها لابِسُها فاحت منها روائحُ العرَقِ النَّفَّاذةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “ما على أحدِكم إنْ وجَدَ سَعَةً”، أي: غِنًى أو فائضًا مِن المالِ، “أنْ يتَّخِذَ ثَوبينِ لجُمعتِه”، أي: يشترِيَ إزارًا ورداءً؛ ليُصلِّيَ فيهما صلاةَ الجُمُعةِ، “سِوى ثَوْبَيْ مِهْنَتِه”، أي: غيرَ ثيابِ خِدمتِه وعملِه الَّذي يعمَلُ فيه؛ وذلك لِيكونَ أنظَفَ وأكثَرَ جَمالًا في صلاةِ الجُمعةِ، والمعنى: أنَّه لا حرَجَ في اتِّخاذِ ثَوبينِ مَخصوصينِ لصَلاةِ الجُمعةِ غيرَ ثوبِ العمَلِ لمَن وجَدَ المالَ الكافِيَ لذلك، أمَّا إذا لم يجِدْ مالًا فإنَّه لا يتكلَّفُ؛ فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُتكلِّفينَ.

*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى