مقال

الدكروري يكتب عن أجل رسول الله ينعي إليه 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أجل رسول الله ينعي إليه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان الرجل في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها، وقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل تلك الغنم الكثيرة التي لكثرتها ملأت ما بين جبلين، وماذا كانت نتيجة هذا الإعطاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لقد كانت حصول الغرض الذي من أجله أعطاه، وهي أنه أصبح داعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كان بدافع من نفسه رسولا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، ويبين لهم كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبذل المال في سبيل نصرة الإسلام، والدعوة إليه، والترغيب فيه.

 

ينفق مال الله الذي آتاه في سبيل الله حتى توفاه الله ودرعه مرهونة في دين عليه، صلوات الله وسلامه عليه، ولقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما إنتهاء أجل رسول الله صلي الله عليه وسلم بسورة ” إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا” أنه أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي إليه، وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب، ووافقه عمر على ذلك، وقال لا أعلم منها غير الذي تعلم، ولهذا فسر ابن عباس تارة أخرى قوله ” لرادك إلى معاد” بالموت، وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت، وتارة بالجنة التي هي جزاؤه ومصيره على أداء رسالة الله وإبلاغها إلى الثقلين الجن والإنس، ولأنه أكمل خلق الله، وأفصح خلق الله.

 

وأشرف خلق الله على الإطلاق، وقوله تعالى ” قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين” أي قل لمن خالفك وكذبك يا محمد من قومك من المشركين ومن تبعهم على كفرهم، قل ربي أعلم بالمهتدي منكم ومني، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار، ولمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة، ثم قال تعالى مذكرا لنبيه نعمته العظيمة عليه وعلى العباد إذ أرسله إليهم “وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب” أي ما كنت تظن قبل إنزال الوحي إليك أن الوحي ينزل عليك ” إلا رحمة من ربك” أي إنما نزل الوحي عليك من الله من رحمته بك وبالعباد بسببك، فإذا منحك بهذه النعمة العظيمة “فلا تكونن ظهيرا” أي معينا، للكافرين” أي ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم “ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك”

 

أي لا تتأثر لمخالفتهم لك وصدهم الناس عن طريقك لا تلوي على ذلك ولا تباله فإن الله معل كلمتك، ومؤيد دينك، ومظهر ما أرسلت به على سائر الأديان ولهذا قال “وادع إلى ربك” أي إلى عبادة ربك وحده لا شريك له “ولا تكونن من المشركين” وقوله “ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو” أي لا تليق العبادة إلا له ولا تنبغي الإلهية إلا لعظمته، وقوله “كل شيء هالك إلا وجهه” هو إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت، كما قال تعالى فى سورة الرحمن “كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” فعبر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله هاهنا “كل شيء هالك إلا وجهه” أي إلا إياه سبحانه وتعالى، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ” ألا كل شيء ما خلا الله باطل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى