عام مضى ٢٠٢٢
وعام اتى ٢٠٢٣
خالد سيد
عام مضى بكل ما فيه بكل مآسيه وازماته وعام أتي بكل احلامه واماله وتطلعاته وما اشبه الليلة بالبارحه كل عام وانتم بخير عباره سمعناها وسنسمعها كل عام
عباره تكتب على المحلات وعلى الصفحات و يغرد بها المغردون بالفضائيات على لسان المذيعات والمذيعين ولم اسمع بعدها كلمة ان شاء الله وكأنما الذي يقولها متاكد من الخير بالعام الجديد ولكن كلما جا عاما كثرة المئاسي وتعقدت الحياة نفس الشئ ما فى تغير نحو الاحسن اتمنى من اصدقائي ان يعيدوا بكلمة كل عام وانتم بخير و يضاف لها ان شاء الله لان املنا بالله كبير وهو مغير الاحوال ولم يستطيع غيره ان يسعدنا مهما وعدنا
كشف حساب فى نهاية عام ٢٠٢٢
فهل نحن الذين نودعه أم هو الذى يودعنا الحقيقة أنه انقضى عام من عمرنا ولن يعود وهو الذى يودعنا وينادى علينا فى كل يوم( يابن أدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإنى لاأعود إلى يوم القيامة ) انقضى عام من عمرنا بما فيه من إخفاقات ونجاحات وما ارتكبنا فيه من معاصى وذنوب سجلت علينا نسأل الله أن يغفرها لنا وطاعات لا ندرى اقبلت ام لا
انقضى عام ونحن نتقاتل على الدنيا كانها دائمة تتصارع ونتآمر لنصل إلى أمور نعلم انها زائلة
فما اسرع مرور وانقضاء الأعوام والايام فالزمن والعمر يمرُّ مرَّ السحاب ويجري جري الريح ومهما طال العمر فهو قصير..
ولو نظرنا للوراء سنكتشف أن العمر ينقضى كسرعة البرق ونستشعر مقولة سيدنا نوح اكبر معمر فى الدنيا ٩٥٠ سنة عندما سئل عن الدنيا فقال هى دار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الأخر ومما يزيدنا الما انه مهما فعلنا فلن تستطيع جبر قلب كسرته ولا كسب صديق خزلته ولا حبيب جرحته فما مضى مِن الوقت والعمر والمواقف لا يعود ولا يُعوَّض فلا يمكن أن نعيد التاريخ قالت رابعةُ العدوية لسفيان الثوري: إنما أنت أيام معدودة فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضُك ويوشك إذا ذهب البعضُ أن يذهب الكلُّ وأنت تعلَم فاعمَل
فالوقت ليس مِن الذَّهَب فقط، كما يقول المثَل الشائع، بل هو أغلى في حقيقة الأمر مِن الذهب واللؤلؤ والمرجان والماس، وكل الأحجار الكريمة؛ فالوقتُ هو الحياة انتهى العام بمواقفه التى حدثت فيه وما قدمنا فيه وما أخذنا فيه من قرارات مضى بكل مافيها من الصواب الخطأ الفرح الحزن الندم التغاضي المشاكل التجاهل فقدنا فيه أصحاب بالموت ودفنت أجسادهم تحت الثرى ولن يعودون بل نحن فى انتظار أن نلحق بهم وفقدنا من كنا نظنهم اصدقاء بمواقفهم السيئة التى خذلونا فيها
واكتسبنا اصدقاء جدد وأحباب كانوا غرباء عنا بمواقفهم المحترمه فالايام والمواقف تكشف معادن الناس الطيبة أو الخبيثة وتسقط الأقنعة عن الجميل والقبيح تعلمنا من مرور الأيام أن كل شيء يمكن استيعابه سوى الموت و أن الحجر الذي لا يسد طريقنا لا يحزننا أبدا وأننا لانحكم على أخلاق الناس قبل أن نجربها فى المواقف وعند الغضب واختلاف المصالح انتهى عام ٢٠٢٢ ومع كل ماقترفناه من معاصر وذنوب وما لاقيناه من إخفاقات وابتلاءات نعم الله أكثر وهى لاتعد ولاتحصى وكرمه علينا يزداد فالحمد لله على ستره وفضله الواسع ونعمه وجوده فالمرض للمؤمن غفران للذنوب والابتلاءات للمؤمن لرفع الدرجات التى لانستطيع أن نصل إليها بعمله. فكل عسر يلازمه يسران
نسأل الله لنا ولكم عاما جديد يرفع الله فيه قدرنا فى الدنيا والآخرة وان يجنبنا فيه من الاخافقات وأن يجعلنا من أهل الذكر والطاعات وان يحمينا من الذلل والعصيان وأن يحفظنا من السوء وأهل السوء ومكرهم
اللهم نسالك عام صحة وعافية وسعادة وفرح يبسط فيه الرزق وتزداد فيه النجاحات وان يحفظنا ويحفظ بلادنا وننعم فيها بالأمن والاستقرار والازدهار
نسأل الله ان يكون عامنا هذا ٢٠٢٣ عام ليس كسابقاتها من الاعوام وان يعم السلام والمحبه والالفه الجميع وان ترجع الالفة والمحبة والعادات والتقاليد والقيم والمبادي التى نشأنا عليها ويصلح الله احوالنا وحالنا للأحسن وكل عام ونحن اصدقاء ان شاء الله عام جديد عام سعيد ان شاء الله
خالد سيد
